وسئل -غفر الله له ولوالديه- نرجو شرح هذه الأبيات التي ذكرها شارح العقيدة الطحاوية انظر شرح العقيدة الطحاوية، صفحة: 97. وهي من شعر أبي إسماعيل الأنصاري يقول: ما وحد الواحد مـن واحد إذ كل من وحده جاحـــد توحيد من ينطق عن نعته عارية.. أبطلهـا الواحــد توحيده إياه توحيـــده ونعت مـن ينعته لاحـــد فأجاب: فإن ظاهره أن ليس أحد وحد الله وإنما هو وحد نفسه، وننصحك أن لا تتقعر في معنى هذه الأبيات، ولكن على كل حال هي فيها شيء من الدخول في علم التصوف أو الغلو فيه قال شارح العقيدة الطحاوية، صفحة: 96: "وإذا عرف أن توحيد الإلهية هو التوحيد الذي أرسلت به الرسل، وأنزلت به الكتاب، كما تقدمت إليه الإشارة، فلا يلتفت إلى قول من قسم التوحيد إلى ثلاثة أنواع، وجعل هذا النوع توحيد العامة، والنوع الثاني توحيد الخاصة، وهو الذي يثبت بالحقائق، والنوع الثالث توحيد قائم بالقدم، وهو توحيد خاصة الخاصة، فإن أكمل الناس توحيد الأنبياء صلوات الله عليهم، والمرسلون منهم أكمل في ذلك"... إلى أن قال: "ولا شك أن النوع الثاني والثالث من التوحيد الذي أدعو أنه توحيد الخاصة وخاصة الخاصة، ينتهي إلى الفناء الذي يشمر إليه غالب الصوفية، وهو درب خطر، يفضي إلى الاتحاد. وانظر إلى ما أنشد شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري رحمه الله تعالى... إلى أن قال: "وإن كان قائله رحمه الله لم يرد به الاتحاد، لكن ذكر لفظا مجملا محتملا جذبه به الاتحادي إليه، وأقسم بالله جهد إيمانه أنه معه، ولو سلك الألفاظ الشرعية التي لا إجمال فيها كان أحق". انتهى. . فالبيت الأول: الذي ذكر أنه ما وحّد الواحد من واحد، ظاهره أن الناس ليس فيهم موحّد. والبيت الثاني: ظاهره أن كل من ينطق بتوحيده فإنه جاحد أو لاحد كما في بعض النسخ. والبيت الثالث معناه: أن ليس أحد وحّد الله تعالى، إنّما الله هو الذي وحّد نفسه. لكن يمكن حمله على أن المخلوقين تلقوا ذلك عن الله تعالى، فصار توحيدهم مأخوذا عن توحيده. هذا أحسن ما حمل عليه. |