يجد القارئ في كتب الحديث والسنة كثيرا من أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- تتضمن فضل هاتين الشهادتين والبشارة لمن أتى بهما بالجنة والرضوان والسعادة، والنجاة من عذاب الله وسخطه انظر في ذلك كتاب الإيمان أول صحيح مسلم، وكتاب التوحيد آخر صحيح البخاري، وغيرهما. . فمن ذلك حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: { من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل } متفق عليه وفي رواية: { أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية يشاء } رواه البخاري، كما في الفتح: 6/546 برقم: (3435)، في أحاديث الأنبياء، باب "قوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم...) الآية"، ومسلم: برقم (28) في الإيمان، باب "الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا". . وفي صحيح مسلم وغيره ، عن عثمان -رضي الله عنه- مرفوعا: { من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة } رواه مسلم برقم (26) في الإيمان، باب "الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة مطلقا". . وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- { أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة } رواه مسلم برقم (27) في الإيمان، باب "الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة مطلقا". . وعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: { من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، حرم الله عليه النار } رواه مسلم برقم (29) في الإيمان، باب "الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة مطلقا". . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ بن جبل { ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، إلا حرمه الله على النار } رواه مسلم برقم (32) في الإيمان، باب "الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة مطلقا". . وعن عتبان بن مالك رضي الله عنه -في حديثه الطويل- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: { فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله } رواه مسلم برقم: (657) في المساجد ومواضع الصلاة، باب "الرخصة في التخلف عن الجماعة لعذر". . وكل هذه النصوص في الصحيحين أو أحدهما، ودلالتهما ظاهرة على فضل الإتيان بهاتين الكلمتين، حيث رتب على ذلك دخول الجنة، وفتح أبوابها الثمانية، والتحريم على النار، وورد أيضا ترتب العتق من النار على ذلك، فقال - صلى الله عليه وسلم - { من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وأنبياءك، وملائكتك، وجميع خلقك، بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك. أعتق الله ربعه من النار، فمن قاله مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، ومن قالها أربعا أعتقه الله من النار } رواه الترمذي وأبو داود عن أنس رضي الله عنه رواه الترمذي برقم (3501) في الدعوات، باب (79)، وأبو داود برقم: (5069) في الأدب، باب "ما يقول إذا أصبح". واللفظ له. . وورد أيضا في فضل هذه الكلمة أنها ترجح بالسيئات؛ بل بجميع المخلوقات إلا ما شاء الله. فروى ابن حبان والحاكم وصححه: عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: { قال موسى: يا رب كل عبادك يقولون هذا ، } - وفي رواية قال- { " لا إله إلا أنت إنما أريد شيئا تخصني به" . قال: "يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله } رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده، رقم (1393) وابن حبان برقم (2324) الموارد. والحاكم في المستدرك (1/528) والبغوي في شرح السنة: 5/54، 55. قال الأرناؤط في تحقيق شرح السنة: 5/55 إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. . وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: { إن نوحا -عليه السلام- قال لابنه عند موته: آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة، لفصمتهن لا إله إلا الله } هو في مسند أحمد تحقيق: أحمد شاكر برقم: (6583)، وكذا رواه الحاكم: 1/48، وصححه ووافقه الذهبي. . وروى الترمذي وغيره: عن عبد الله بن عمرو حديث صاحب البطاقة، الذي يدعي يوم القيامة: { فينشر له تسعة وتسعون سجلا -يعني من السيئات- ثم يخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة } رواه الترمذي برقم (2639) في الإيمان، باب "ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله"، وكذا رواه أحمد في المسند: 2/213، وابن ماجة برقم: (4300) في الزهد، باب "ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة"، بمعناه. . فأنت ترى هذه النصوص الصحيحة، قد أفادت النجاة والفوز لأهل هذه الكلمة، ولكن لا بد من تحقيقها والعمل بمقتضاها، فإن هذه الأدلة المطلقة تحمل على الأخرى، التي قيد فيها الإتيان بالشهادتين بالإخلاص والصدق... إلخ، لتكون بذلك مؤثرة في العمل والسلوك. |