ثالثا : أمر الأمة باتباعه والاقتداء بسنته. وقد رتب الله على ذلك الاهتداء والمغفرة، وجعله علامة على صدق المحبة لله تعالى، قال -عز وجل- { وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } . ولما ادعى اليهود والنصارى أنهم أبناء الله وأحباؤه أنزل آية المحنة، وهي قوله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } . وقال تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } . ولا شك أن مما يجب على العباد محبة ربهم الذي خلقهم وأنعم عليهم، ولكن حصول هذه المحبة وقبولها متوقف على اتباع هذا النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد جعل الله من ثواب اتباعه محبة الله تعالى لمن اتبعه، ومغفرته له، ولكن علامة هذا الاتباع، تقليده - صلى الله عليه وسلم - والسير على نهجه، والاقتداء به في سيرته وأعماله وقرباته، وتجنب كل ما نهى عنه، والحذر من مخالفته، التي نهايتها الخروج عن التأسي به، كما في الصحيح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: { فمن رغب عن سنتي فليس مني } قطعة من حديث رواه البخاري كما في الفتح: 9/5 برقم: (5063) في النكاح، باب "الترغيب في النكاح" عن أنس بن مالك رضي الله عنه. . |