حديث السبعين المشهور

وسئل فضيلته: قرأنا في "كتاب التوحيد" انظر كتاب التوحيد، لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، باب "من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب". للشيخ محمد بن عبد الوهاب في حديث السبعين إنهم (لا يرقون)، وقرأنا في "زاد المعاد" لابن القيم أن الرسول -صلى الله عليه و سلم- رقى بعض أصحابه، وقال في ذلك بعض الأدعية، فهل فِعْلُهُ -صلى الله عليه وسلم- نَسْخٌ لما ورد في الحديث، أم أنها من الأفعال الخاصة به؟ فأجاب: أنا قرأت كتاب التوحيد، ولم أجد فيه هذه الكلمة وهي كلمة لا يرقون، وهذا السائل إذا كان قد وجدها فيمكن أنها بنسخة غير معتمدة، والرواية التي قرأناها في كتاب التوحيد فيها: هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. فإذا كان في بعض النسخ، لا يرقون فيمكن أنها أخذت من رواية ضعيفة، وذلك لأن الحديث موجود في الصحيحين في بعض رواياته: لا يرقون ولا يسترقون رواه البخاري، كما في الفتح: 10/224 برقم (5752) في الطب. ومسلم برقم (220) في الإيمان، عن ابن عباس. والحديث رواه جماعة من الصحابة بألفاظ مختلفة، كأبو هريرة، وعمران بن حصين، وسهل بن سعد. ورواهية مسلم عن ابن عباس ذكر فيها: "هم الذين يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون..." الحديث. أما رواهية البخاري فلم يذكر فيها "يرقون". وكما ذكر فضيلة الشيخ ابن جبرين أن العلماء ذكرواه أن هذا خطأ من بعض الرواه. والصحيح أن كلمة "يرقون" ضعيفه. فلا بأس أن ترقي غيرك وتنفع إخوانك، ولكن الممنوع أن تطلب الرقية من غيرك لإن هذا دليل على ضعف التوحيد وضعف التوكل على الله والله أعلم. . ولكن صحح العلماء أن كلمة: لا يرقون خطأ من بعض الرواة، وأن الصواب: لا يسترقون. فكونك ترقي غيرك وتنفعه مما تثاب عليه ولا ضرر عليك في ذلك، فقد نفعت غيرك، كما في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- وفيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: { من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل } رواه مسلم برقم (2199) في السلام، باب "استحباب الرقية من العين..." إلخ. . وأما كونك تطلب غيرك فإن ذلك دليل على ضعف التوحيد، ودليل على أنك ما وثقت بالتوكل على الله. فالراقي يجوز أن يرقي غيره، ولكن يكره له أن يطلب من يرقيه.