وسئل -حفظه الله تعالى- هل الأحلام والوساوس الشيطانية -في ذات الله ونحو ذلك- التي تأتي للإنسان في النوم أو الصلاة ونحوها تؤثر في الإيمان؟ أم هو دليل على قوة الإيمان؟ فأجاب: لا شك أن الأحلام تكثر وتقع في النوم في غالب الأحوال، ولكن لا ينبغي الاهتمام بها، فقد ورد في الحديث: { الرؤيا على رِجْلِ طائر حتى تُعْبَر فإذا عُبِرَتْ وقعت } رواه أبو داود برقم (5020)، في الأدب، باب "ما جاء في الرؤيا". والترمذي برقم (2278، 2279)، في الرؤيا، باب "ما جاء في تعبير الرؤيا". وقال: حديث حسن صحيح. ولفظ الترمذي: "الرؤيا على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذا حدث بها وقعت" وفي رواهية: "فإذا تحدث بها سقطت". ورواه ابن ماجة برقم (3914)، في تعبير الرؤيا، باب "الرؤيا إذا عبرت وقعت... إلخ". وجميعهم عن ابن رزين العقيلي، واسمه: لقيط بن عامر، قال الألباني في صحيح الجامع 3/164: صحيح. . وورد أيضًا: { فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها وشر الشيطان، وليتفل ثلاثًا ولا يحدث بها أحدًا، فإنها لن تضره } رواه البخاري كما في الفتح: 12/449 - برقم (7044)، في التعبير، باب "إذا رأى ما يكره... إلخ". ومسلم برقم (2261)، في الرؤيا، عن أبي قتادة رضي الله عنه. . فإذا كانت أحلاما غريبة، فهي من الأضغاث، ففي الحديث: { الرؤيا من الله والحلم من الشيطان } جزء من حديث رواه مسلم برقم (2261)، في الرؤيا. من حديث أبي قتادة رضي الله عنه. . ولا يجعلها المسلم أكبر ما يهمه، بل عليه أن يتغافل عنها ويحدث نفسه بما يهمه من أمر دينه أو دنياه، ويعلم أن الله تعالى قد عفى عن التخيلات وحديث النفس، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- { إن الله تجاوز عن أمتي ما حدَّثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم } رواه البخاري كما في الفتح: 5/190 - برقم (2528) في العتق، باب "الخطأ والنسيان في... إلخ". عن أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه: "إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم". ورواه البخاري أيضا كما في الفتح: 9/300 - برقم (5269)، في الطلاق، باب "الطلاق في الإغلال والكرة... إلخ". ومسلم برقم (127) في الإيمان، باب "تجاوز الله عن حديث النفس... إلخ". . وقد وقعت الأوهام لكثير من الصحابة، حتى قال بعضهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- { إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يَخِرَّ من السماء أحبُّ إليه من أن يتكلم به } وفي رواية: { قالوا إنَّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: و قد وجدتموه؟! قالوا: نعم! قال: ذاك صريح الإيمان } وفي رواية: { أنه سئل عن الوسوسة، قال: تلك محض الإيمان } ونحو ذلك من الأحاديث، التي في صحيح مسلم وغيره . وحيث إنها لا تضر الإيمان، فإن على المؤمن أن يجعل فكره وحديثه فيما بين يديه، فقد ورد في الأثر: تفكروا في المخلوق، ولا تفكروا في الخالق. وعلى المسلم أن يكثر من الدعاء بالصلاح والثبات والاستقامة، وأن يكثر من ذكر الله وعبادته وتلاوة كتابه، ويبتعد عن الآثام والسيئات التي يتسلَّط بها الشيطان على المسلم، والله أعلم. |