وسئل فضيلته: يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- { من رآني في المنام فقد رآني حقًّا، فإن الشيطان لا يتمثل بي } رواه البخاري كما في الفتح: 12/400 - برقم (6993) في التعبير، باب "من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام"، عن أبي هريرة. ورواه أيضا برقم (6997) عن أبي سعيد الخدري. ورواه مسلم برقم (226) في الرؤيا، باب "قول النبي صلى الله عليه وسلم: من رآني في المنام فقد رآني"، عن أبي هريرة. ورواه أيضا برقم (2268) عن جابر بن عبد الله. . فهل تتحقق رؤية أحد من الأنبياء غير الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟ فأجاب: فيما يظهر لي أن هذا الحديث خاص بالصحابة الذين رأوا شخصه وعرفوه ورأوا وجهه، وعاشروه وعرفوه، فإذا رأوه في المنام عرفوه، وقالوا: هذا الرسول صلى الله عليه وسلم. أما من بعدهم الذين لم يروه، فإن الشيطان قد يتمثل بصورة إنسان، أي إنسان، ويقول: أنا محمد فما يدريك أن هذا محمد ! صلى الله عليه وسلم؟ فهل رأيته حتى تحكم أن هذه هي صورته وشخصه؟ فما دمت أنك لم تره فليس هناك يقين بأن هذا محمد صلى الله عليه وسلم. وبهذا تبطل كثير من المرائي التي يحتج بها الخرافيون. يقول أحدهم: رأيت الرسول في المنام، فإذا هو يقول لي: زر القبر الفلاني، وافعل كذا، وكذا فيتمسك هؤلاء بتلك الرؤيا، ويقولون: الرسول لا يتمثل به شيطان! نقول: ومن أدراكم أن هذا غير شيطان؟ قد تكون هذه صورة شخص عادي يتمثل به الشيطان ويتسمى بأنه محمد، وليس هو. أما الأنبياء السابقون قبله، فلا أذكر فيهم شيئًا من هذا، ولكن يقرب أنهم مثل النبي - صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الشيطان لا يتمثل بصورهم. أما إذا كان أحد أصحابهم يعرفون شخص ذلك النبي، بأن هذا هو عيسى وأن هذا هو أيوب رؤية عين في اليقظة، ثم رأوا في المنام من يشبههم، مثل رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأوه في الحياة، فنعم أي قد رآه حقا. |