وسئل -حفظه الله تعالى- شكا بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تَعَرّض الشيطان وإشغاله لهم في الصلاة، فأمرهم -صلى الله عليه وسلم- بالتعوذ منه، والنفث ثلاثًا، نرجو بيان كيفية النفث عند التعرض لمثل هذا الموقف في الصلاة ولو تكرر ذلك كثيرًا؟ فأجاب: أولا: على الإنسان أن يستعيذ من الشيطان عند ابتداء الصلاة والقراءة تشرع الاستعاذة عند قراءة القرآن لقوله تعالى: (وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم). كما تشرع الاستعاذة عند ابتداء الصلاة لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" وكان أحيانا يزيد فيه فيقول: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان..." انظر إرواء الغليل: (432). . ثانيا: عليه أن يحرص على إحضار قلبه لما يقوله في صلاته، فإذا قرأ تأمل ما يقرأ، وإذا دعا تأمل ما يدعو به، وإذا ذكر الله تأمل معاني الأذكار التي يدعو بها، حتى ينشغل بتأمل ذلك عن وساوس الشيطان. ثالثا: إذا ابتلي ووقعت منه هذه الوسوسة، فإن عليه أن يجدد الاستعاذة ولو بقلبه، وينفث عن يساره ثلاثًا رواه مسلم برقم (2203) في السلام، باب "التعوذ من شيطان الوسوسة في الصلاة". عن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا". قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. . والنفث هو: النفخ مع قليل من الريق، أي: نفخ مختلط بشيء أو قليل من الريق، هذا هو النفث، وهو الذي يستعمل في القراءة على المريض، بأن ينفث عليه، لعل ذلك يكون مانعًا من الشيطان. |