وسئل -حفظه الله- عن الوساوس الشيطانية في الصلاة والتفكير في أمور الدنيا حتى إن بعضهم يَشْرُد ذهنه في الصلاة فما يدري ما يقول الإمام، فما علاج مثل هذا الأمر؟ وهل ينقص هذا من أجر الصلاة؟ فأجاب: لا شك أن هذه الوساوس وأحاديث النفس من الشيطان، لينقص على المسلم صلاته، ولكنها شيء غالب على أكثر الناس، حتى قال النبي -صلى الله عليه وسلم- { إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني } جزء من حديث رواه البخاري كما في الفتح: 1/600 - برقم (401) في الصلاة، باب "التوجه نحو القبلة حيث كان". ومسلم برقم: (572) في المساجد ومواضع الصلاة، باب "السهو في الصلاة والسجود له". عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. . ولأجلها شرع سجود السهو؛ فإن سببه أن المصلي يشرد ذهنه، فلا يدري ما صلى، فيزيد أو ينقص. وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الشيطان يأتي المصلي فيقول له: اذكر كذا واذكر كذا، -لما لم يكن يذكر من قبل- حتى يَظَّل الرجل، ما يدري كم صلى .. إلخ جزء من حديث رواه البخاري كما في الفتح: 3/124 - برقم (1231) في السهو، باب "إذا لم يدركم صلى...إلخ". ومسلم برقم (389)، في الصلاة، باب "فضل الآذان وهرب الشيطان عن سماعه". عن أبي هريرة رضي الله عنه. . وقال عمر -رضي الله عنه- إني لأجهر بصوتي وأنا في الصلاة، وقال مصعب بن سعد بن أبي وقاص لأبيه في قوله: { الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } أيُّنا لا يسهو؟ أيُّنا لا يحدث نفسه؟ فأخبره أن السهو عنها تأخيرها عن وقتها أخرجه الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر، وابن مردويه والبيهقي في سننه، انظر فتح القدير: 5/501. . ولكن على المسلم أن يحرص على الإقبال على صلاته. فإن كان في قراءتها، تدبرها وتأمل معانيها، حتى لا يتحدث بغيرها. وإن كان في دعاء أو ذكر، تعقله واستحضر ما يدل عليه. وإن كان في ركن كقيام وركوع وسجود، تفكر في سببه وحكمة مشروعيته، وأحضر قلبه فيه، وبذلك ينشغل بصلاته ويقبل عليها بكليته. ثم إن غلبه حديث النفس، فليحذر من الحديث بأمر الدنيا وشهواتها وأعمالها، والله يعفو ويغفر ما شذ عن ذلك، والله أعلم. |