وسئل -عفا الله عنه- هل للسحر حقيقة ؟ فأجاب: نعم! له حقيقة قال الحافظ بن حجر في الفتح: 10/233: قال النووي: والصحيح أن له حقيقة وبه قطع الجمهور، وعليه عامة العلماء، ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة. انتهى. ثم قال: وقال الكازري: جمهور العلماء على إثبات السحر، وأن له حقيقة، ونفى بعضهم حقيقته، وأضاف ما يقع منه إلى خيالات باطلة، وهو مردود لورود النقل بإثبات السحر. ولأن العقل لا ينكر أن الله قد يخرق العادة عند نطق الساحر بكلام ملفق، أو تركيب أجسام، أو مزج بين قوى، على ترتيب مخصوص، ونظير ذلك ما يقع من حذاق الأطباء من مزج بعض العقاقير ببعض حتى ينقلب الضار منها بمفرده فيصير بالتركيب نافعا، وقيل لا يزيد تأثير السحر على ما ذكر الله تعالى في قوله: (يفرقون به بين المرء وزوجه). لكن المقام مقام تهويل، فلو جاز أن يقع به أكثر من ذلك لذكره. قال المازري: والصحيح من جهة العقل أنه يجوز أن يقع أكثر من ذلك، قال: والآية ليست نصا في منع الزيادة، ولو قلنا إنها ظاهرة في ذلك. ثم قال: والفرق بين السحر والمعجزة والكرامة: أن السحر: يكون بمعاناة أقوال وأفعال حتى يتم للساحر ما يريد. والكرامة: لا تحتاج إلى ذلك؛ بل إنما تقع غالبا اتفاقا. أما المعجزة: فتمتاز عن الكرامة بالتحدي. ونقل إمام الحرمين الإجماع على أن السحر: لا يظهر إلا من فاسق، وأن الكرامة: لا تظهر على فاسق. إلى أن قال: وينبغي أن يعتبر بحال من يقع الخارق منه، فإن كان متمسكا بالشريعة متجنبا للموبقات فالذي يظهر على يده من الخوارق كرامة، وإلا فهو سحر، لأنه ينشأ عن أحد أنواعه كإعانة الشياطين. انتهى من فتح الباري. وحقيقته أن السحرة يعبدون الشياطين ويطيعونهم، وهم يساعدونهم على ما يريدون، والله تعالى قد أعطى الشياطين من القدرة ما يزاولون به أعمالًا غريبة. |