وسئل فضيلته: هل للمسلم أن يحتاط من العين مع ثبوتها في السنة؟ وهل يخالف ذلك التوكل على الله؟ فأجاب: ورد في الحديث: { إن العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا } رواه مسلم برقم (2188) في السلام، باب "الطب والمرض والرقي". عن ابن عباس رضي الله عنه. . والعين هي: عين الإنسان التي تصيب الأشياء فتتلفها، ولا تفسد إلا بإذن الله وَبِقَدرِهِ. أما كيفيتها: فالله أعلم بها، إلا أن بعض الناس تكون نفسه شريرة، وتنبعث منها عند تسممها مواد سامة ضارة، تصل إلى ذلك المعين، فتحدث فيه أحداثًا -بإذن الله- كأن يتألم ونحو ذلك. ولك أن تحتاط، ولك أن تبذل الأسباب التي تقيك من شره، ومن هذه الأسباب: الاستعاذة. فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوذ الحسن و الحسين، رواه البخاري كما في الفتح: 6/470 - برقم (3371) في الأنبياء باب (10). عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين، ويقول: إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، من كل عين لامة". وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من الجان، وعين الإنسان رواه الترمذي برقم (2058) في الطب، باب "ما جاء في الرقية بالمعوذتين". والنسائي برقم (5494) - 8/271 - في الاستعاذة، باب "الاستعاذة من عين الجان". وابن ماجة برقم (3511) في الطب، باب "من استرق من العين". قال الترمذي: حديث حسن غريب. عن ابن سعيد قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان ومن عين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان فلما نزلت أخذ بهما وترك ما سواهما". . وكان جبريل -عليه السلام- يرقي النبي -صلى الله عليه وسلم- من العين فكان يقول: { باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس، أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك } رواه مسلم برقم (2186)، في السلام، باب "الطب والمرض والرقي". عن أبي سعيد: "أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: نعم. قال: باسم الله أراقيك، من كل شيء يؤذيك... الحديث". . فعلى الإنسان أن يأتي بهذه الأدعية، والأسباب التي تقيه، مع معالجة ذلك إذا وقع، فإنه إذا اتهم إنسان بأنه أصابه بالعين، فيطلب منه أن يغسل له ثوبه أو نحو ذلك، لقوله في الحديث: { وإذا استغسلتم فاغسلوا } . |