وسئل -حفظه الله- هل صحيح أن الكافر لا يصيب المسلم بالعين -أي بالحسد-؟وما هو الدليل؟ فأجاب: ليس بصحيح، بل الكافر كغيره قد يصيب بالعين قال تعالى: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق... الآية)[سورة البقرة، الآية: 109] . قال ابن كثير: يحذر الله عباده المؤمنين سلوك طريق الكفار من أهل الكتاب، ويعلمهم بعداوتهم لهم في الباطن والظاهر وما هم عليه من الحسد للمؤمنين مع علمهم بفضلهم وفضل نبيهم. ثم قال: وهكذا فقد أخبر الله تعالى أن اليهود يودون لو يرجع المسلمون كفارا حسدا من قبل أنفسهم من بعد ما تحققوا من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل فكفرواه به حسدا وبغيا لأنه كان من غيرهم. انظر مختصر تفسير ابن كثير للشيخ محمد نسيب الرفاعي: 4/90، 91. وقال تعالى: (وإن يكاد الذين كفرواه ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر... الآية)[سورة القلم، الآية: 51 ] . قال ابن كثير: أي يحسدونك لبغضهم إياك لولا وقايته لك وحمايته إياك منهم. وفي هذه الآية: دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل كما وردت بذلك الأخبار والأحاديث المروية من طرق كثيرة. انظر مختصر تفسير ابن كثير للشيخ محمد نسيب الرفاعي: 4/413. . |