وسئل -حفظه الله- يوم الجمعة يكون بالنسبة لنا إجازة، فلو خصصنا هذا اليوم أو بعض ساعات منه لزيارة المقابر، فهل يدخل هذا في البدع؟ فأجاب: لا يدخل؛ لأنه وردت بعض الأدلة في زيارة المقابر يوم الجمعة، وأن أهل المقابر يسمعون من يزورونهم يوم الجمعة، أو يوم السبت، أو نحو ذلك، وما دام أنكم لم تقصدوا تخصيص هذا اليوم، وأن هذا هو وقت فراغكم، فلا إثم عليكم إن شاء الله، وقد ورد في تخصيصه وفضله بعض الأدلة، ولكنها لم تثبت أما تخصيص زيارة المقابر يوم الجمعة أو يوم السبت أو غيرها من الأيام كالإثنين والخميس أو يومي العيد أو ليلة النصف من شعبان ونحو ذلك، فإن هذا من البدع، وقد ذكر الألباني في كتاب: "أحكام الجنائز وبدعها"، جملة من هذه البدع وغيرها. انظر صفحة: 324/325 - بدع زيارة القبور. والمقصود والله أعلم أن تخصيص يوم الجمعة أو غيره بالزيارة معتقدا ذلك، فلا يزور القبور إلا في هذا اليوم فإن هذا بدعة. أما مع عدم التخصيص فلا بأس بالزيارة والله أعلم. وجواب الشيخ ابن جبرين أنه لا يدخل في البدع، إذا كان بدون تخصيص وبدون اعتقاد ذلك، ولكنه جاء بحسب وقت فراغه فلا بأس والحال هذه، لأنه لم يخصص يوما معتقدا أفضليته. أما من قال بفضل زيارة القبور يوم الجمعة فقد استدل بأحاديث منها: أولا: حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما: "أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي". قال الألباني في أحكام الجنائز وبدعها صفحة: 237: أخرجه الحاكم، 1: 377 وعنه البيهقي: 4/78 وقال: "وهو منقطع". وسكت عليه الحافظ في "التلخيص": 5/248 وتبعه الصنعاني!. وسكوت هذين واقتصار البيهقي على إعلاله بالانقطاع قد يوهم أنه سالم من عله أخرى. وليس كذلك. ثم قال في صفحة 233: ومع ذلك فلا يثبت ذلك عنها.. إلخ. ثانيا: حديث البيهقي في شعب الإيمان" (7901) مرسلا: "من زار قبر الوالدين أو أحدهما في كل جمعة غفر له وكتب بارا". قال الألباني في أحكام الجنائز وبدعها صفحة 237: وهو ضعيف جدا بل هو موضوع.. ثم قال: بل هو معضل... إلخ. وقال في السلسلة الضعيفة: رقم (49)-1/65: حديث موضوع. ثالثا: حديث أبي بكر الصديق مرفوعا: "من زار قبر والدية كل جمعة، فقرأ عندهما أو عنده (يس) غفر له بعدد كل آية او حرف". قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيف رقم (50)-1/66): حديث موضوع. ثم قال: فعليك أيها المسلم بالسنة، وإياك والبدعة، وإن رآها الناس حسنة، فإن: "كل بدعة ضلالة". كما قال صلى الله عليه وسلم. . |