خامسا : نسبة الجلوس إلى أهل السنة كذب عليهم. ثم قال في السطر الخامس عشر من الصفحة الثانية: [فمن هذا شأنه لا بداية ولا نهاية، كيف يجلس ويستقر على مخلوق ضعيف تحمله الملائكة؟! وتحفه من كل جانب ملائكة؟! هذا مستحيل… إلخ]. فيقال: تكرر قوله: (لا بداية ولا نهاية)، وذكرنا أن الصواب التفسير النبوي الأول والآخر. فأما قوله: [كيف يجلس… إلخ]: فالجواب: أن الله تعالى وصف نفسه بأنه على العرش استوى في سبعة مواضع من القرآن، وفسر العلماء الاستواء بما يدل على العلو والارتفاع والاستقرار، والتزموا نفي العلم بالكيفية وتفويضها إلى الله، ولا أذكر في كتب السلف التفسير بالجلوس، فنسبته إلى أهل السنة أو أئمة الدعوة كذب عليهم، بل منهم من فوض وقال (استوى): استواء يليق بالله تعالى. ومنهم من قال: علا وارتفع كما يشاء مع عدم العلم بالكيفية، وليس في ذلك محذور والحمد لله، وقد أنكروا على من توسع في الخوض في ذلك بذكر أنه أكبر من العرش، أو مثله أو دونه، وكذا بذكر المماسة وكون الرب محمولا على العرش كحمل الراكب على المركوب ونحو ذلك، فلا نقول بهذه التقديرات، ولا نخوض في هذا الأبحاث لعدم النقل فيها، ولما فيها من التدخل فيما لا يعني. |