السؤال: س216 كثر تزاحم الناس في الحرم المكي في العشر الأواخر من رمضان، بل في السابع والعشرين منه، لدرجة أنه يحصل من التزاحم ما الله به عليم، ما قول فضيلكتم في هذا العمل ؟ الجواب:- نقول: إن هذا من المبشرات، ومن الأدلة على محبة الخير والرغبة فيه؛ حيث إن هذه العشر ورد في فضلها أدلة كثيرة، فهي موسم العتق من النار، وترجى فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: { التمسوها في العشر الأواخر } رواه البخاري (2021، فتح 4/260)، ومسلم (1165) وأحمد (1/231-279-365، 2/78، 3/234، 5/36-39-40). والترمذي (792)، وأبو داود (1383) وابن ماجة (1766). ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخصها بأعمال لا يعملها في العشرين الأول، فكان إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وجد وشد المئزر رواه البخاري (2024 فتح 4/269)، ومسلم (1174) وأحمد (6/41)، وأبو داود (1376) والنسائي (1639) وابن ماجة (1768). وكان يعتكف فيها حتى توفاه الله رواه البخاري (2025-2026 فتح 4/271) ومسلم (1171-1172)، وأحمد (6/92) وأبو داود (4262)، والترمذي (790). . وكل ذلك دليل على أهميتها؛ فلا غرابة إذا تأسى به أهل الخير واجتهدوا فيها، فزادوا في صلاة الليل طولا وعددا ، وتفرغوا للعبادة، وضاعفوا عملهم في كل المجالات، ولأنهم يتفرغون فيها غالبا من الأعمال ، ثم إن ليلة سبع وعشرين هي أرجى الليالي أن تكون هي ليلة القدر؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- { تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى، في ثالثة تبقى } رواه البخاري (2021 فتح 4/260)، وأحمد (1/365، 3/234) وأبو داود (1381) بلفظ: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقي، في سابعة تبقي، في خامسة تبقي". . وقد ورد فيها أدلة كثيرة ترجحها، ومع ذلك فإن على المسلم أن لا يهجر بقية الشهر من العمل، بل يجتهد في الشهر كله، بل في جميع عمره، ومن خاف أن يتضرر من الزحام فلا بأس أن يتقدم قبل السابعة أو بعدها، حتى لا يضر نفسه وغيره، والله أعلم. |