وقد شهد النبي -صلى الله عليه وسلم- للعشرة بالجنة، وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد أبو داود (4649) والترمذي (3748) وقال هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه (120)، وأحمد في المسند كما في الفتح الرباني (22- 189). كما ثبتت الشهادة لجماعة آخرين بالجنة، كثابت بن قيس البخاري (4846)، ومسلم (119). وبلال البخاري (1149)، ومسلم (2458). وعمار المستدرك 3- 388. وسلمان ورد فيه وفي علي وعمار أجمعين حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان " الترمذي مع عارضة الأحوذي 13-206. وقال -صلى الله عليه وسلم- { لا يدخل النار إن شاء الله أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها } مسلم (2496). وقال: { لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم } متفق عليه، البخاري (3983)، ومسلم (2494). وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر، وأهل البيعة ألف وأربعمائة وزيادة. ثم اتفق السلف على أن أفضل الصحابة الخلفاء الأربعة، وهم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم جميعًا، وجمهور أهل السنة على أن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة، فقد اتفق الصحابة -رضي الله عنهم- على تقديم أبي بكر -رضي الله عنه- ومبايعته خليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لما عرفوا من سابقته وصحبته وأعماله، ثم إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قدمه ليصلي بالناس في أيام مرضه، فصلى بهم تلك الأيام البخاري (664). فبايعوه وقالوا: رضينا لدنيانا من رضيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لديننا، فهو ليس أكثرهم مالا، ولا أقواهم بأسًا، ولا أعزهم عشيرة، فلم يبايعوه خوفًا من سطوته وقهره وسلطته، وإنما عرفوا فضله وسابقته، وما تميز به، وتذكروا الإشارات الدالة على أنه أولى بالخلافة، مثل قوله -صلى الله عليه وسلم- { اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر } الترمذي (3662)، وابن ماجه (97)، وأحمد 5- 382، والحاكم 3- 75. وقوله -صلى الله عليه وسلم- { فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ } أبو داود (4607)، والترمذي (2678)، وأحمد 4- 126، 127، وابن ماجه (42)، والدارمي 1- 44). وثبت في الصحيحين عن أبي سعيد أنه -صلى الله عليه وسلم- خطب في آخر حياته وقال: { إن أمنّ الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذًا خليلًا من أمتي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبى بكر } متفق عليه، البخاري (466)، ومسلم (2382). . وفضائل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة كثيرة مشهورة، فمن أراد الاطلاع فليراجع كتاب الفضائل من صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن الترمذي وجامع الأصول، ومجمع الزوائد، ومستدرك الحاكم، وترتيب صحيح ابن حبان وكتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد وفي الفتح الرباني وغيرها، والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. |