السؤال: س337 زوجي ينقل كلامي لأهله ثم يأتي إلي بكلامهم، فيترتب على ذلك مشاكل كثيرة، ولقد طلبت منه كثيرا ترك ذلك لكنه لم يمتثل، فكيف أصنع؟ الجواب:- هذا الفعل يسمى نميمة، وهي نقل الكلام على وجه التحريش والإفساد ويسمى أيضا العضة وفيه قوله - صلى الله عليه وسلم - { ألا أنبئكم ما العضة هي النميمة القالة بين الناس } رواه مسلم (2606) وأحمد (1/437) والبيهقي (10/246). وأما الوعيد فقد قال تعالى: { هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } هذا في وصف بعض أهل النار وقال تعالى: { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } وهو النمام، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - { لا يدخل الجنة نمام } رواه بهذا اللفظ مسلم (105)، وأحمد (5/391، 396، 399، 406). ورواه البخاري (6056 فتح 10/472) ومسلم (105) وأحمد (5/382، 389، 392، 402، 404) وأبو داود (4871) والترمذي (2026) بلفظ: "لا يدخل الجنة قتات" والمعنى واحد. وفي الأثر: "إن النمام يفسد في الساعة ما لا يفسد الساحر في السنة" ورد عن يحيى بن أبي كثير الطائي، ذكره عنه ابن عبد البر في بهجة المجالس (1/403)، والبيهقي في الآداب ص 45، وابن مفلح في الفروع (6/18) وذكره بنحوه السمرقندي في تنبيه الغافلين ص 171 عن يحيى بن أكثم. . وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - { أن النمام يعذب في قبره } عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ثم أخذ جريرة رطبة فشقها نصفين فغزز في كل قبر واحدة، قالوا: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا" رواه البخاري (216-218) فتح 1/317-322)، (1361 فتح 3/222)، (1378 فتح 3/242)، (6052-6055 فتح 10/469، 472) ومسلم (292) وأحمد (1/225). والترمذي (70) والنسائي (2068-2069) وأبو داود (20) وابن ماجة (347). ولا شك أن التحريم يكون أشد إذا كان بين الرجل وزوجته وأقاربه، فعليه الخوف من الله تعالى والمراقبة له، والبعد عن الأسباب التي توقعه في العذاب العاجل والآجل، وعليه أن يجتنب الكذب والغيبة والنميمة، والبهتان والتحريش بين الناس، وأن يعدل إلى الصدق وصيانة الأعراض، والخوف من الله ومراقبته، فهو شديد العقاب، والله أعلم. |