ويصلي على غائب عن البلد ولو دون مسافة قصر فتجوز صلاة الإمام والآحاد عليه بالنية إلى شهر لصلاته -عليه الصلاة والسلام- على النجاشي كما في المتفق عليه عن جابر وكذا غريق وأسير ونحوهما. يقول: اختلف في الصلاة على الغائب، هل يجوز أن يصلي عليه الأفراد؟ وهل يجوز أن يصلى على آحاد الناس إذا ماتوا وهم غائبون صلاة الغائب؟ في ذلك خلاف للفقهاء كما سمعنا أجازوا أن يصلي على كل ميت لم يتمكن من الصلاة عليه لبعده فيصلي عليه بالنية، أو يجتمع اثنان أو جماعة ويصلون عليه بالنية سواء كان عالما أو جاهلا أو ذكرا أو أنثى أو صغيرا أو كبيرا أو.. يعني أنه مسلم تمت فيه الشروط. مات مثلا في بلاد بعيدة ودُفن فيها, وهم لا يستطيعون الوصول إليه صلوا عليه بالنية، هذا هو الذي اختاره كثير من الفقهاء. وذهب آخرون إلى أنه لا يصلى إلا على أفراد الناس كالعلماء الأكابر، وكذلك العُبَّاد المشهورون، والملوك العادلون، ونحوهم يصلى عليهم وينوون صلاة الغائب, يستحضر أنه بين يديه فيصلي عليه بالنية، أو يجتمعون ويصلون عليه بالنية، هكذا ذهب بعض الفقهاء. وبعضهم أنكر الصلاة على الغائب مطلقا ؛ لأنه لم يُفعل في حياة الصحابة، ولم ينقل إلا صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- على النجاشي وقد مات كثير من الصحابة خارج المدينة ولم يصلِّ عليهم وكذلك لم يصلِّ صحابته على من مات وليس عندهم، فدل على أنه ليس بمشروع، وهؤلاء اعتذروا عن صلاته على النجاشي بأن النجاشي لم يُصلَّ عليه؛ لأنه مات في بلاد أهلها نصارى فلم يُصلَّ عليه، فأمر بأن يصلي عليه المسلمون. وقيل: إنه يُصَلَّى على من كان شبيها بالنجاشي يعني في كونه قائدا وملكا من الملوك ومنصفا، وكذلك ليكون ممن نفع المسلمين كما فعل النجاشي فعلى هذا لا يصلى إلا على المشهورين من العلماء والملوك ونحوهم، أو على العباد المنقطعين للعبادة والبارزين فيها. لكن إذا عملنا بالقول الثاني وصلينا على كل أحد غائب جاز ذلك على القول الثاني. أما تحديد المدة سمعنا أنه لا يصلى عليه إلا لمدة شهر, فبعده لا يصلى عليه، كذلك قالوا أيضا في القبر، ولكن لعل الأقرب أنه لا مانع من أن يصلي عليه إذا علم ولو بعد سنة أو سنوات, فيصلي عليه بالنية. نعم. |