سؤال: ما حكم القراءة على ماء زمزم من قبل أشخاص معينين؛ لإعطائه شخصًا ما لتحقيق غرض منه أو لشفائه ؟ الجواب: روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه شرب من ماء زمزم، وأنه كان يحمله، وأنه حث على الشرب منه، وقال: { ماء زمزم لما شرب له } أخرجه أحمد في المسند (3/ 357، 372)، وابن ماجه رقم (3062)، كتاب المناسك، وصححه السيوطي والألباني، وهو في الإرواء رقم (1123). فعن ابن عباس { أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء إلى الساقية فاستسقى، فقال العباس: يا فضل، اذهب إلى أمك فأت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشراب من عندها. فقال: اسقني. فقال: يا رسول الله، إنهم يجعلون أيديهم فيه، قال: اسقني، فشرب ثم أتى زمزم وهم يستقون ويعملون فيه، فقال: اعملوا فإنكم على عمل صالح، ثم قال: لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل، يعني على عاتقه وأشار إلى عاتقه } أخرجه البخاري رقم (1635)، كتاب الحج. رواه البخاري . وعن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- { ماء زمزم لما شُرب له، إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته يشبعك أشبعك الله به، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله، وهي هزمة جبريل وسقيا إسماعيل } أخرجه الدارقطني (2/ 289)، رقم (238)، والحاكم في المستدرك (1/ 473). وقوله: وهي هزمة جبريل: أي ضربها برجله فنبع الماء، والهزمة: النقرة في الصدر، وهزمت البئر إذا حفرتها. رواه الدارقطني وأخرجه الحاكم . وعن عائشة -رضي الله عنها- { أنها كانت تحمل من ماء زمزم، وتخبر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يحمله } أخرجه الترمذي رقم (963)، كتاب الحج، وقال الترمذي: حسن غريب. رواه الترمذي إلى غير ذلك من الأحاديث التي وردت في فضل ماء زمزم وخواصه. وهذه الأحاديث وإن كان في بعضها مقال، إلا أن بعض العلماء صححهـا وعمل بها الصحابة، واستمر العمل بمقتضاها إلى يومنا، ويؤيد ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في زمزم: { إنها مباركة وإنها طعام طعم } أخرجه مسلم رقم (2473)، كتاب فضائل الصحابة. وزاد أبو داود الطيالسي وليس صاحب السنن. بإسناد صحيح: { وشفاء سقم } أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 81، رقم (457). . ولم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقرأ في ماء زمزم لأحد من أصحابه ليشربه أو يتمسح به، تحقيقًا لغرض، أو رجاء الشفاء من مرض، مع عظم بركته وعلو درجته وعميم نفعه وحرصه على الخير لأمته، ومع كثرة تردده على زمزم قبل الهجرة، وفي اعتماره مرات، وحجه للبيت الحرام بعد الهجرة، ولم يثبت أيضًا أنه أرشد أصحابه إلى القراءة عليه، مع وجوب البلاغ عليه والبيان للأمة، فلو كان ذلك مشروعًا لفعله وبيَّنه لأمته؛ فإنه لا خير إلا دلهم عليه ولا شر إلا حذرهم منه. لكن لا مانع من القراءة فيه للاستشفاء به كغيره من المياه، بل من باب أولى لما فيه من البركة والشفاء للأحاديث المذكورة. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم فتاوى العلاج بالقرآن والسنة - الرقى وما يتعلق بها للشيخ ابن باز، ابن عثيمين، اللجنة الدائمة،ص 17-19. . |