ويصح- أيضًا- فيما خِلْطُه بكسر الخاء غير مقصود كالجبن فيه الإنفحة وخل التمر فيه الماء والسكنجبين فيه الخل ونحوها كالشيرج والخبز والعجين. هذا خلطه غير مقصود فلا يؤثر فيه؛ وذلك لأنه من تمام مصلحته، والعادة أنه يتميز، كالخبز -مثلًا- يحتاج إلى ملح، ولكن هذا الملح شيء يسير؛ ليصلح طعمه، فلذلك يصح السَّلَم في الخبز. وكذلك- أيضًا- هذه الأمثلة، الجبن ذكروا أنه يصلح من الألبان، ولكن يخلط بالإنفحة. لبن الغنم -مثلًا- أو لبن البقر يجمد يعني.. -مثلًا- ثم مع ذلك تؤخذ الإنفحة. الإنفحة: هي كرش سخلة صغيرة إذا وُلدت رضعت من أمها اللبن، فإذا رضعت وامتلأت كرشها نزحوها، وأخذوا ما في الكرش من ذلك اللبن، ثم خلطوه بهذا اللبن ثم طبخوه، وصلحوا منه هذا الجبن، فهو مخلوط من نوعين. يصح السَّلَم فيه، أن تقول: اشتريت منك كذا، وكذا حبة جبن، أو كراتين. تقدم ثمنها، وتضبط بالوصف، كذلك الخل. الخل هذا معروف للجميع، الذي ورد فيه الحديث { نِعْمَ الإدام الخل } يصلح من تمر، ومن عنب ويطبخ، ثم يصفى، فيصير أُدُما، فيؤتدم، ويؤكل، وقد يصلح من التمر خاصة، وقد يصلح من العنب. خل التمر يخلط بالماء حتى يذوب، ثم بعد ذلك يصير خلا، فيجعل في أواني من الظروف. وكذلك- أيضًا- السكنجبين يخلط بالخل، ويصلح أن يكون أدما، أو نحوه. وكذلك الخمول، وما أشبهها الأشياء التي تصنع. ويصح- أيضًا- في الأطعمة الموجودة الآن الجديدة، ولو كانت قديمة؛ فعندنا ما يسمى بالسمبوسة، قديما سمي بالسمبوسك. السمبوسك هذا- أيضًا- يصنع من البر، مثلًا من الحنطة ويخلط فيه شيء من اللحم، أو من الأدوية التي تصلح. يصح السَّلَم فيه، ويصح إذا -مثلًا- احتجت إليه كل يوم أن تشتري من الذي يصلحه -مثلًا- تقول: كل يوم عشر لمدة شهر أو شهرين، تقدم له الثمن، يصح ذلك، وهكذا ذلك الشيء الذي ينضبط بالصفة، ويقل فيه الخلاف، يصح السَّلَم فيه. |