............................................................................... معلوم أن المشركين يسمون معبوداتهم: آلهة. فعندهم أن العزى إله، ومناة إله، واللات إله، وإساف، ونائلة، وهبل.. هذه آلهة، يسمونها آلهة، لماذا؟ لأن قلوبهم تألهها, أي: تحبها، وتعظمها. فالتأله: هو التعبد، والتعظيم، والإجلال، والتواضع. يسمى هذا تألها. فالمسلمون لا يتألهون إلا لله. يعني: له يعظمون، وبه يثقون، وعليه يتوكلون، وله يتواضعون، وله يركعون ويسجدون، وله يخشعون، وإياه يخافون، وعليه يتوكلون. كل هذا تَأَلُّهٌ. فمحبة الله تأله، ودعاؤه تأله، والخضوع له تأله، والتواضع له تأله، وكذلك جميع أنواع التعظيم تُسَمَّى تألها، متى فعل شيئا منها صدق عليه أنه تأله، فإن كان ذلك لله فهو عبادة وتوحيد، وإن كان لمخلوق فهو شِرْكٌ؛ حيث صرف التأله الواجب لله إلى غير الله. فالنفي.. نفي الإلهية الصحيحة عن ما سوى الله، أن تكون إلهيتها باطلة، عن جميع ما سوى الله؛ حتى المرسلين؛ وحتى الأنبياء والأولياء؛ وحتى الملائكة؛ وحتى محمد و جبريل؛ فضلا عن غيرهم من الأنبياء والصالحين، وإثباتها لله وحده. ذكرنا أن المشركين الأولين كانوا يعلمون معنى: الإله؛ فلأجل ذلك أَصَرُّوا على الامتناع عن قول: لا إله إلا الله. في بعض الأحاديث: { أن النبي -صلى الله عليه وسلم - رفع مرة صوته على الصفا بقوله: يا صباحاه! فاجتمع إليه أهل مكة فلما اجتمعوا.. قال لهم: إني أدعوكم إلى كلمة إذا قلتموها دانت لكم بها العجم، وملكتم بها العرب -تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم- فقالوا: نعطيكها، وعشرا! فقال: قولوا: لا إله إلا الله } فنفروا، واستنكروا أن يقولوها، وثَقُلَتْ عليهم، وما ذاك إلا أنهم قد اتخذوا آلهة كثيرة يألهونها ويعبدونها. |