المعبودات والآلهة عند اليهود والنصارى

............................................................................... وكذلك اليهود والنصارى عندهم -أيضا- معبودات، يسمونها بلغتهم آلهة -أي- بمعنى الإله عند العرب -أي- المألوه. ومنهم أنبياء، وصالحون. في حديث أم سلمة أنهم إذا مات فيهم الرجل الصالح، أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصورا صورته في ذلك المسجد، وصاروا يصلون في المسجد؛ تبركا بذلك الصالح، يُؤَمِّلون أنه يشفع لهم، ويرفع عبادتهم، ويتسبب في مضاعفتها وقبولها؛ ولو كانت صلاتهم، وركوعهم، وسجودهم لله؛ ولكن ذلك الذي فعلوه.. تعظيم لغير الله؛ فلذلك استحقوا أن يكونوا شِرَار الخلق عند الله، يقول الحديث : { أولئكَ، أوْ أولئكِ شرار الخلق عند الله } فهؤلاء جمعوا بين فتنتين: فتنة القبور، وفتنة التماثيل -الصور-. فإذا عرفنا أن الإلهية نفاها الله -تعالى- عن المرسلين، وعن الملائكة؛ فإن غيرهم بطريق الْأَوْلَى، فلا يجوز أن يُدْعَى أحدٌ مع الله؛ لعموم الأدلة، مثل قول الله تعالى: { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } أي: أَيًّا كان؛ ولو كان نَبِيًّا؛ ولو كان وَلِيًّا، أو مَلَكًا، أو عبدًا صالحًا، لا تدعوه مع الله؛ بل اقصروا دعاءكم لله، فادعوه وحده دون أن تدعوا غيره، هكذا يكون الدعاء لله وحده. فَمَنْ دعا مَلَكًا، أو نبيا، وصرف له شيئا من الدعاء فقد اتخذه إلها، يقول الحفظي: وكُـلُّ مـن دعـا مـعـه أحـدا أشـرك باللـه ولـو مـحمـدا كل من دعا مع الله أحدا غيره أشرك بالله؛ ولو كان يدعو محمدا لا شَكَّ أن هناك مَنْ يَدْعُونَهُ، مَنْ يَدْعُون محمدا ويُشْرِكُون به، ويدَّعون أنه يُخَلِّصُهُمْ من الأزمات.