............................................................................... وسمعت بعض المشائخ يقول: إن إنسانا دعا عبد القادر وهو في برية فجاءه عبد القادر ودَلَّهُ على الطريق، فجاء إلى عبد القادر فقال: جزاك الله خيرًا.. لقد أنقذتني! دعوتك وأنا في تلك الصحراء؛ لما أشرفت على الهلاك، فدللتني على الطريق. فقال عبد القادر إنما دَلَّكَ الشيطان! لما أنك دعوت مخلوقا، الشيطان هو الذي شَجَّعَكَ على هذا الشرك، أما أنا فلا أعرفك، فَبُهِتَ ذلك المشرك. وكذلك أيضا ذكروا أن بعضهم يقول: إنه جاء إلى شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: إني دعوتك في شدة فاستجبت لي، ونجيتني من تلك الأزمة الشديدة. فقال: كذبت! لا أعرفك، وما أنجيتك! وإنما لما أنك دعوت مخلوقا شجعك الشيطان، وتَمَثَّلَ لك. وبكل حال.. فإن كثيرا من هؤلاء الذين يسمونهم فقراء، وشيوخا، وأصحاب سر، وأولياء، وسادة ونحوهم؛ أنهم مخلوقون، وأن الذين يدعونهم، ويصرفون لهم حق الله يشركون بهم، وأن أكثر ما يحكى عنهم؛ فإنه خرافات، وأكاذيب، ولا يُغْتَرُّ بمن يذكرها. |