............................................................................... بعض المؤرخين الذين ليس عندهم تحقيق، ولا تفريق بين الصدق والكذب، يذكرون في تراجمهم كثيرا من أمثال هؤلاء. فعندنا مثلا: ابن العماد صاحب "شذرات الذهب"، عالم حنبلي أَلَّفَ هذا الكتاب، وصل فيه إلى سنة ألف، وتوقف بعد الألف عن التاريخ. لما أتى على ترجمة ابن عربي ذكر في ترجمته حكايات مكذوبة يقينا، وذكر أنه وصل إلى رتبة كذا، وأن من حكاياته ومن أفعاله كذا. العلماء المحققون كـشيخ الإسلام وغيره، ذكروا أنه اتحادي، وأنه حُلُولي، ابن عربي يسمونه ابن عربي الاتحادي ؛ ومع ذلك فإن هؤلاء القبوريين يعتقدون فيه أنه ولي، وأنه سيد، وأنه.. وأنه!! انخدعوا بتلك الحكايات. مصدر ابن العماد في تلك الحكايات.. كتب هؤلاء المتصوفة؛ فإنهم يحشدون فيها من تلك الخرافات. ومن تلك الحكايات التي لا أصل لها: من أنه حصل له مقام فيه كذا، وأنه أنجى مَن التجأ إليه، وأنه يكلم الإنسان، ويخبره بما في ضميره، ويقول: أنت تتحدث بكذا وكذا، وأنه استغاث به فلان فحصل منه كذا وكذا. وهو في الحقيقة من أهل وحدة الوجود: الذين ينكرون الفرق بين الخالق والمخلوق، ويدعون أن الخالق والمخلوق شيء واحد!! فهذه الحكايات هي التي تروج على مثل هؤلاء المخرفين، فيزين لهم الشيطان أن هذا من أولياء الله، فاجتهدوا في تعظيمه، وسموه كذا وكذا. |