............................................................................... وفي هذه الأزمنة –أيضا- قد اشتدت الغربة فيما يتعلق بالتوحيد، وفيما بتعلق بالإسلام من حيث العموم، فظهرت هذه البدع الجديدة، ما يسمى بالعلمانية، والبعثية، والحداثية؛ وهي بدع توصل إلى الكفر وإلى النفاق -يعني- عقائدهم. ثم كثير من الدول لما أنهم صاروا إباحيين، وصارت عندهم الحرية؛ بحيث إنهم أبطلوا الشرائع، وحكموا القوانين، وأباحوا المحرمات.. أباحوا الزنا علنا، وحرموا الحلال، فحرموا على الرجل أن يتزوج أكثر من واحدة، وأباحوا له أن يزني بمن يشاء؛ ولو كل يوم عددا، وكذلك أيضا أباحوا الخمور، وتوسعوا في شربها وفي بيعها وبالتعامل بها من غير نكير، وأباحوا الربا، وعطلوا الحدود، عطلوا القصاص، وعطلوا القطع في السرقة، وعطلوا رجم الزاني أو جلده، أو قطع السارق، أو غير ذلك من الحدود. اعتبر مثل هؤلاء.. تركوا الإسلام، فعند ذلك.. توهموا أن من تمسك بالإسلام فإنه يصبح ضدا لهم، ويفشي أسرارهم، ويكشف عوارهم، وينفر الأمة عن الطواعية لهم، ويتتبع عثراتهم، وأنه سيثير الناس عليهم، فاعتقدوا أن كل من كان صالحا مصلحا، متدينا ملتزما، أنه سيثير عليهم، وأنه سيقوم ومن معه يخلعون بيعتهم، وسموا هذا الجنس: إرهابيين، وصاروا يحملون حملات ضد الصالحين، فيقولون: حملات ضد الإرهابيين. فهذا -أيضا- من غربة الدين؛ حتى من رأوه يصلي من الشباب ألقي في السجون، لماذا؟ لأنه يصلي، وإذا كان يصلي فإنه سيثور، ويصير ثوريا، ويكون ضد الدولة، ويجمع جموعا؛ حتى يخلع الرئيس من البيعة، ويتتبع الزلات والعثرات، فهذه فكرتهم. لا شك أن هؤلاء الذين عطلوا الشرائع، وحكموا القوانين، وأباحوا للمواطنين كل ما كان محرما، وجعلوا دولهم إباحية لا حرج على من فعل أية منكر، أن مثل هؤلاء ليسوا من الإسلام، فيكون ذلك دليلا على غربة الإسلام، وهذا كله داخل في قوله -صلى الله عليه وسلم- { بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ } . يقول المؤلف -هنا- "فالله.. الله.. يا إخواني: تمسكوا بأصل دينكم، أوله وآخره". |