............................................................................... ويقول هنا: "وأنت ترى المشركين من أهل زماننا -ولعل بعضهم يدعي أنه من أهل العلم، وفيه زهد، واجتهاد، وعبادة- إذا مسهم الضر يستغيثون بغير الله". ما يشتد شركهم إلا إذا كانوا في الشدائد، يشتد شركهم، ويدعون معبوداتهم من دون الله -تعالى- إذا كانوا في الشدائد. ذكر أن بعضهم من أهل العلم؛ ولكن علمهم ما نفعهم؛ حيث إنهم لم ينتبهوا ولم يتفكروا في أن المشركين الأولين خير منهم؛ حيث إنهم يخلصون في الرخاء، فكيف يكونون مؤمنين، علماء، زهاد،ا عبادا، والمشركون الأولون خير منهم؟! من أهل العلم، وفيهم زهد -يعني- زهد في الدنيا، وتقشف، واجتهاد، يجتهدون اجتهادا كبيرا، وعبادة لله، يتعبدون: صياما، وقياما، وصدقة، وبعدا عن المحرمات، وإنكارا للمنكرات؛ ولكن يقعون في هذا الشرك، يقعون في الشرك، وهم لا يشعرون، يعتقدون أنه هو النافع، ما ينتبهون إلى أن المشركين الأولين خير منهم، فيقول: "إذا مسه الضر قام يستغيث بغير الله". |