............................................................................... السلام عليكم ورحمة الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. مر بنا في الأحاديث من قول النبي صلى الله عليه وسلم: { إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه } وفسر بعض السلف سبحات الوجه بالجلال، سبحات وجهه. أي جلاله والأحاديث التي بعده فيؤخذ منها: أولا: تنزيه الله تعالى عن النقائص، ومنها السنة والنوم، وقد نزه الله تعالى نفسه عن ذلك أي عن كل النقائص فمنها قول الله تعالى: { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ } لما أثبت الحياة والقيومية، نزه نفسه عن ضدها. فضد الحياة الموت، ويُلحق به أيضا النوم، فإن النوم شبيه بالموت، ولذلك يسمى القيام بعده بعثا، ويسمى النوم وفاة كما في قول الله تعالى: { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا } أي: يتوفاها في منامها فسمى النوم موتا. وكذلك قول الله تعالى: { وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ } يتوفاكم يعني النوم غالبا أن النوم يكون بالليل، { ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ } يعني يوقظكم بالنهار، ولهذا يشرع عند النوم أن يدعو الإنسان بقوله: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين؛ أخذا من قوله تعالى: { فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } يعني: إذا أمسكت نفسي ولم تردّها علي فارحم نفسي، دعاء بواسع الرحمة، وإن أرسلتها يعني رددتها إلي فاحفظها، دعاء لله تعالى أن يحفظ عبده. وكذلك يشرع عند اليقظة أن يقول: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور. يمثل النوم كالموت أحيانا يعني: أيقظنا بعد ما أماتنا بالنوم وإليه النشور، وكذلك يشرع أن يقرأ عند الاستيقاظ أو يقول عند الاستيقاظ أن يقول: الحمد لله الذي رد علي روحي، وعافاني في جسدي، وأيقظني وألهمني لذكره أو أمرني بذكره. رد علي روحي أي بعدما فارقته بالنوم. الحمد لله الذي رد علي روحي، وعافاني في جسدي، والحاصل أن الله تعالى نفى عن نفسه النوم { لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ } والسنة هي النعاس وهو دليل على أن الله تعالى منزه عن النقائص والعيوب . |