............................................................................... يقول في هذا الحديث: { حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه } ذكر أن الله تعالى احتجب عن خلقه، وجعل حجابه النور؛ نور قوي لا يستطيع أحد أن ينظر إليه أو أن يثبت له، وكذلك أيضا جلال وجه الله سبحانه. لا يستطيع أحد أن يثبت أمامه ولا يستقيم أحد أمام عظمة الله تعالى. لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، فأثبت الحجاب الذي هو حاجز بينه وبين خلقه. وكذلك أيضا أثبت أنه نور أي نور مستضيء لا يستطيع أحد أن يصفه، نور لا يقدر قدره إلا الله تعالى. في بعض الأحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: { وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن } أخبر بأن على وجهه رداء الكبرياء في جنة عدن، فإذا شاء أن يتجلى لعباده كشف ذلك الرداء، وكشف ذلك الحجاب الذي هو من النور. وفي حديث أبي ذر { أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال: نور أنى أراه } أي كيف أراه وهو نور لا أقدر أنا أن أراه لما بيني وبينه من النور، فأثبت أن هناك أنوار مضيئة لا يستطيع البصر؛ بصر الإنسان أن يخرقها، وأنه لو كشف ذلك الحجاب لأحرق ما انتهى إليه بصره من خلقه يعني: من جلال الله تعالى ومن عظمته لاحترقت المخلوقات التي تبدو له. |