............................................................................... السلام عليكم ورحمة الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. إن الله سبحانه وتعالى مدح نفسه، وعظم نفسه حتى يعظمه العباد ويعرفوا جلاله وعظمته: ذكر نفسه باسم العظيم في قوله تعالى: { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } وجاء في الحديث: { اجعلوها في ركوعكم } أي: أثنوا على الله في الركوع بقولكم: سبحان ربي العظيم، وأدلة عظمة الله تعالى مذكورة في الكتاب، والسنة متواترة، فمنها عظمة هذه المخلوقات فإن عظمتها تدل على عظمة خالقها، بل إنها حقيرة بالنسبة إلى عظمة الخالق. فقد ذكر الله تعالى أن هذه السماوات مطويات بيمينه ما مقدار السماوات التي هي سبع سماوات. كثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكذلك الأرض التي هي سبع أرضين كثف كل أرض مسيرة خسمائة سنة لا يعلم قدرها إلا الله ذكر أنها قبضته يوم القيامة، وكذلك ورد في السنة ما يدل على إثبات العظمة لله تعالى في الحديث { أن الله يقبض السماوات بيده، والأرضين بيده، ثم يهزهم فيقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ } . وفي حديث آخر أن الله يقول: { لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد؛ فيجيب نفسه: لله الواحد القهار } فعظم نفسه بأن له الملك، وهذا هو السر في قوله تعالى { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } خص يوم الدين؛ لأن في ذلك اليوم كل يتخلى عن ملكه ملوك الدنيا، وإن ملكوا، وخضعت لهم الرقاب، وإن دان لهم العباد لكن ملكهم مستعار؛ فهم لا يملكون ملك لخالقهم ملكهم أيضًا مؤقت. أي أنهم وإن ملكوا عشرات السنين فإن ملكهم يزول فملك الله تعالى ملك دائم للدنيا والآخرة، ولكن في الآخرة ينفرد تعالى بالملك. كل يتخلى مما يملك أيا كان ملكه، ولو كان لا يملك إلا سخلة أو طيرًا أو ثوبًا، يتخلى من كل ذلك يكون الملك لله وحده، ولذلك قال الله تعالى: { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ } هكذا أخبر بأنه مالك الملك، فهذا دليل على عظمته سبحانه. |