عِظم خلق السماء والأرض وبعد ما بينهما

............................................................................... ورد في بعض الآثار أن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة يعني بالسير المعروف. الإنسان مثلا لو سار بالسير المعروف على الرواحل ونحوها لقطع الأرض في أقل من ذلك بعشر سنين، أو أقل أو أكثر، فإذا كان كذلك فكيف بمائة سنة وكيف بخمسين سنة بخمسمائة سنة. لا شك أن هذا دليل على سعة هذا الأفق العظيم. كذلك ما بين كل سماءين مسيرة خمسمائة سنة. كذلك كل سماء محيطة بالسماء التي تحتها، لا شك أن هذه الإحاطة أيضا تدل على سعتها. كذلك بُعد سبع السماوات ذكر من البحار التي فوقها بحر ما بين أسفله وأعلاه كما بين سماء إلى سماء. كذلك أيضًا حملة العرش الذين يحملونه كما ذكر الله. قال الله تعالى: { وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ } وقال تعالى: { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } فحملة العرش خلق من خلق الله لا يقدر قدرهم إلا الذي خلقهم، ومعلوم أنهم على أشكالٍ الله أعلم بأشكالهم ولكن حملوا العرش.