البرق من أنوار الله لا يتحمل رؤيته الإنسان

............................................................................... كذلك أيضًا من جملة ما خلقه من الأنوار البرق الذي يدخل في السحب هو أيضًا نور من خلق الله تعالى لا نعلم ما سببه، وإن ذكر بعضهم أنه من آثار اصطكاك واصطدام السحب بعضها ببعض، ولكن نشاهد قوة هذا النور، حتى قال الله تعالى: { يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ } مشاهد أن بعضًا من أنوار هذا البرق، سناه لو نظر إليه إنسان خيف على بصره من قوة هذا الشعاع، ومن قوة هذا السنا فهذا وهو مخلوق مشاهد من شيء قريب؛ من السحب التي هي قريبة من الأرض، فإذا كانت هذه مخلوقات الله التي جعل فيها هذه الأنوار، فكيف بنور الخالق سبحانه؟! إذا جعل هذا النور في الشمس بحيث إنها تضيء لأهل الدنيا، وجعل هذا النور الذي في القمر بحيث إنه يضيء لمن طلع عليه. وهذه الأنوار أيضا التي في النجوم، وما فيها من هذا النور الذي يشاهد إشعاعه. كذلك أيضًا ما في الأنوار الكهربائية التي في الدنيا هي من خلق الله تعالى. وكذلك ما جعل الله من نور النار الدنيوية؛ جعل الله فيها نورًا وجعل فيها حرارة، وذكروا أن نار جهنم ليس لاشتعالها نور بل هي مظلمة. الله تعالى قادر على كل شيء، وإذا استحضر المسلم ما في هذه الآثار من أدلة على عظمة الله تعالى احتقر الدنيا وأهلها، وعرف أنه في غاية من النقص بتعظيم الله سبحانه وتعالى وبعدم اعتنائه بعبادته وقيامه بحقوقه.