حكم تعليق الملصقات على الحائط والتي تتضمن صورًا لذوات الأرواح

س 14: وسئل -رعاه الله- نلاحظ كثيرًا من المدارس سواء كانت حكومية أو أهلية تضع ملصقات على شكل صور لذوات الأرواح أو براويز معلقة على الحائط، تحمل صورًا لذوات الأرواح أو رسمًا باليد أو لأشكال مجسمة من ذوات الأرواح، وتعرض كنشاط لتلك المدرسة، فما حكم هذا العمل؟ وما نصيحتكم لإدارات المدارس حول هذا الموضوع؟ فأجاب: ورد الوعيد الشديد على عمل التصوير وعلى اقتناء الصور ، فحمله بعضهم على من يضاهي خلق الله -تعالى- ففي الحديث القدسي قال الله -تعالى- { ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي } البخاري "الفتح" - كتاب اللباس - باب نقض الصور [10 / 398] "5953"، مسلم "النووي" - كتاب اللباس والزينة - تحريم تصوير صورة الحيوان 14 / 94، واللفظ للبخاري. وفي حديث آخر قال النبي -صلى الله عليه وسلم- { أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله } البخاري "الفتح" - كتاب اللباس - باب ما وطئ من التصاوير 10 / 400، "5954"، مسلم "النووي" - كتاب اللباس والزنية - تحريم تصوير صورة الحيوان 14 / 88-89، واللفظ للبخاري. ومعناه أن المصور كأنه يرفع نفسه ويقلد خلق الله فيخلق مثله، وقيل: إن الوعيد خاص بمن صورها لتعبد مع الله، كالذين صوروا تماثيل الصالحين من قوم نوح فكان ذلك سببا لعبادتها. لكن ورد وعيد شديد لمن صنع الصور ذوات الأرواح وأنه يقال لهم يوم القيامة: { أحيوا ما خلقتم } البخاري "الفتح" - كتاب اللباس - باب عذاب المصورين يوم القيامة [10 / 396]، "5951"، مسلم "النووي" - كتاب اللباس والزينة - تحريم تصوير صورة الحيوان [14 / 92]. { وأن من صور صورة كُلِّف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخٍ } البخاري "الفتح" - كتاب اللباس - باب من صور صورة كُلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ [10 / 407]، "5963"، مسلم "النووي" - كتاب اللباس والزينة - تحريم تصوير صورة الحيوان [14 / 93]. ؛ فعلى هذا ننصح أهل المدارس حكومية أو أهلية ألا يشغلوا طلابهم بهذا التصوير أو الرسم الذي يمثل حيوانًا له روح مما يمثل خلق الله -تعالى- ولو ذبابًا أو بعوضة. ومتى أرادوا إظهار نشاطهم وأعمالهم فلهم أن يرسموا الشجر والجبال والمباني والصناعات الحديثة، وأدوات القتال من الأسلحة ونحوها، فالاشتغال برسمها ثم إلصاقها على الحيطان يمثل نشاطًا ومعرفة قوية قد تفوق التصاوير لذوات الأرواح؛ فإن هذه الصناعات والاختراعات قد يحتاج إلى عملها وإصلاحها، وقد وضع لها ورش ومصانع لإصلاح ما فسد منها وإبدال ما خرب من أجزائها، فالتدريب على رسمها كاملة أو مقطعة يفيد الطالب عند الحاجة؛ ليصلح ما وهى منها، ويعرف الخراب ويتصور موضعه، فأما تصوير الحيوانات فلا يستفاد منه سوى معرفة المهارة والقدرة على الرسم اليدوي، فإن احتيج إلى معرفة أجزاء الحيوان جاز رسمها مقطعة كالقلب والرئتين والكف والقدم والأضلاع ونحو ذلك، فيباح للتعلم كالعلاج ومداواة الأمراض ونحوها، ويكون ذلك بقدر الحاجة.