............................................................................... فإذا رأيت المصدق بالله تعالى رأيته يخافه ويرجوه، رأيته يعبد الله ويجتهد في عبادته ويتقرب إليه بأنواع الطاعات، رأيته يبتعد عما حرمه ربه عليه ويخشى الله تعالى أن يعاقبه؛ وذلك لأنه تحقق صدق خبر الله، تحقق أن ربه تعالى يراه ويطلع عليه في كل الأحوال، وأنه لا يخفى عليه منه خافية، فذلك هو الذي حمله على أن يخاف الله وعلى أن يعبده حق العبادة، وإذا رأيت الذي يقع في المعاصي، ويتساهل في الطاعات ويفرط في أوامر الله سبحانه، ويفعل ما نهاه الله عنه فإنك تعرف ضعف تصديقه، وضعف إيمانه. حيث أن إيمانه الذي في قلبه لم يكن قويا يحجزه عن الآثام، يحجزه عن المحرمات، يحمله على الطاعات وعلى الاستكثار من الأعمال الصالحة، فضعف تصديقه وضعف إيمانه وضعف ما في قلبه من اليقين، فكان أثر ذلك النقص في الأعمال وكان أثر ذلك فعل السيئات. هذا أثر من آثار ضعف الإيمان, فنعرف بذلك أن قوة الإيمان تظهر آثارها بكثرة الحسنات والبعد عن السيئات، وأن ضعف الإيمان يظهر أثره بكثرة السيئات وقلة الحسنات، وقد يكون مع العصاة شيء من العمل, قد يكون عندهم عمل وحسنات، ولكنها قليلة وضعيفة بالنسبة إلى غيرهم, وذلك لأن السبب هو ما ذكرنا من قوة الإيمان أو ضعفه. |