............................................................................... وهذا دليل على أن الله أقدرهم, وأن سبب قدرتهم وقوتهم لما سبحوا الله, وفي تعبيراتهم وفي تسبيحهم عبارات كثيرة عن كثير من المفسرين أنهم يقولون: سبحان الملك القدوس, أو سبحان مالك الملك, أو سبحان الحي الذي لا يموت, أو سبحان مَنْ هو على كل شيء قدير.. عبارات رُوِيَتْ أنهم امتثلوا بقوله: { يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } وأنهم حملوه بذلك, وقد ذكرنا أن الصحابة أيضا يعترفون بحملة العرش, وفي الأبيات التي نظمها عبد الله بن رواحة ذكر العرش وحملته حيث يقول: شـهـدت بـأن وعـد اللـه حـق وأن النـار مـثـوى الكـافـرينـا وأن العـرش فـوق المـاء طـافٍ وفـوق الـعـرش رب العـالمينـا تحمـلـــه ملائـكــة كــرام مـلائـكــة الإلـه مسـومـينـا أقره النبي صلى الله عليه وسلم على هذا النظم, ولم يُنْكِرْ عليه في أنه أخبر بأن العرش فوق الماء طاف, وأنه تحمله ملائكة كرام, أخذ كونه على الماء من الآية الكريمة في سورة هود قول الله تعالى: { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ } أي أنه فوق الماء, قيل: سواء قيل: إن ذلك قبل أن يحمله الملائكة, أو بعد حملهم له, ذكر الله أن عرشه كان على الماء. وسئل ابن عباس على أي شيء الماء؟ فقال: على متن الريح. يعني: أن الماء إذا لم يكن هناك سماء ولا أرض فكيف استقر الماء؟ فأخبر بأن الماء راكب على متن الريح, يعني: خلق الله الريح, وصار مستقرا الماء عليها, ولا يعلم قدره؛ قدر ذلك الماء, ولا قدر ذلك العرش إلا الله تعالى. |