عدد السماوات

............................................................................... أخبر تعالى في آيات كثيرة أنه خلقها سبعا؛ سبع سماوات قال الله تعالى: { أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا } هكذا أخبر بأنه خلق سبع سماوات طباقا، يعني: طبقة بعد طبقة, وسماء فوق سماء, وأنه جعل القمر فيهن نورا؛ نورا فيهن, "وجعل الشمس سراجا" يعني: مضيئا, وكذلك قوله تعالى: { الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ } هل ترى فطورا, أو ترى شقوقا أو خللا في خلق هذه المخلوقات؟ لا ترى فيها تفاوتا, ولا ترى فيها نقصا, ولا ترى فيها خللا, ولو رجعت البصر مرة بعد مرة فإن البصر مع تحديقه وتقليبه يرجع إلى صاحبه كليلا خاسئا، يعني: حسيرا, لم يجد عيبا ولم يجد خللا. ثم قد أخبر الله تعالى في هذه الآيات بأن السماوات سبع، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالمسافات التي بينهن, وبكثف كل سماء, فورد أنه قال: { ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة } أي: من الأرض إلى السماء، ثم كثف السماء الدنيا، يعني: غلظها خمسمائة سنة, ثم ما بينها وبين السماء الثانية مسيرة خمسمائة سنة, وكثف السماء الثانية كذلك، وما بين السماء الثانية والثالثة كذلك, كل سماء غلظها خمسمائة سنة, والمسافة بينها وبين التي فوقها خمسمائة سنة إلى السماء السابعة. ذكر أن { فوق السماء السابعة بحر من أعلاه إلى أسفله كما بين سماء إلى سماء } في بعض الأحاديث أن فوق ذلك ثمانية أوعال ما بين أظلافهن وركبهن كما ما بين سماء إلى سماء، وهم حملة العرش، ذكر أنهم على خلقة أوعال؛ مع أن خلقهم لا يقدر قدره إلا الله.