............................................................................... فإن الله -تعالى- لما ذكر أهل الدنيا وما زين لهم في هذه الدنيا، قال تعالى: { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ } ثم قال بعدها: { ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } يعني: أن هذا هو ما يتمتعون به في الدنيا: { وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } ثم يقول تعالى: { قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ } أي: بِخَيْرٍ مما تتنافسون فيه في الدنيا: { جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ } أي: هذا ثوابهم، وأنه خير مما زُين لهم في الدنيا. فلما ذكر ما يتنافس فيه أهل الدنيا ذَكَّرَهُمْ بما هو خير من ذلك، وهو يجب أن يتنافسوا فيه, وهو أنهم إذا تنافسوا في الأعمال الصالحة كان أجرهم وثوابهم هذه الجنات التي تجري من تحتها الأنهار، والتي لهم فيها ما يشاءون, والتي ذكر الله أنهم خالدون فيها. |