بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال -رحمه الله تعالى- حدثنا محمد بن العباس قال: حدثنا زياد بن يحيى قال: حدثنا عبد ربه بن بارق قال: حدثني خالي زميل بن سماك أنه سمع أباه يقول: قال: قلت لابن عباس ما أرض الجنة؟ قال: مرمرة بيضاء من فضة كأنها مرآة، قلت: فما نورها؟ قال: أما رأيت الساعة التي تكون قبل طلوع الشمس كذلك نورها إلا أنه ليس فيها شمس ولا زمهرير قلت: فما أنهارها؟ أفي خدة؟ قال: لا، ولكنها تجري على أرض الجنة منسكبة لا تفيض هاهنا ولا هاهنا، قال الله تعالى لها: كوني. قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد قال: حدثنا علي بن قادم قال: سمعت سفيان الثوري يسأل محمد بن عبيد الله هذا الحديث، فقال: يا أبا عبد الرحمن أين الجنة؟ قال: أخبرني أو حدثنا سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله -رضي الله عنه- قال: الجنة في السماء السابعة العليا والنار في الأرض السابعة السفلى. قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث قال: حدثنا الوليد بن عتبة الحمصي قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: أخبرني محمد بن مهاجر عن سليمان بن موسى عن كريب عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال.. قال: وحدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو قال: حدثنا أحمد بن الفرج الحمصي قال: حدثنا عثمان بن سعيد عن ابن كثير الحمصي قال: حدثنا محمد بن مهاجر عن الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى قال: حدثني كريب أنه سمع أسامة بن زيد -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { ألا هل مشمر إلى الجنة؟ فإن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وثمرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة في مقام أبد، في دار سليمة، وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية، قالوا: نعم، يا رسول الله نحن المشمرون لها، قال: قولوا: إن شاء الله. قال القوم: إن شاء الله } هذا لفظ حديث أحمد بن عمرو . قال: حدثنا موسى بن سعيد البزار قال: حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال: حدثنا يونس بن محمد المؤدب قال: حدثنا الوليد بن أبي ثور قال: حدثنا سعد الطائي أبو مجاهد عن عبد الرحمن بن سابط عن ابن أبي أوفى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { يزوج الرجل من أهل الجنة أربعة آلاف بكر، وثمانية آلاف أيم، ومائة حوراء فيجتمعن في كل سبعة أيام، فيقلن بأصوات حزينة لم يسمع الخلائق بمثلها: نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نبؤس، ونحن الراضيات فلا نسخط ونحن المقيمات فلا نظعن، طوبى لمن كان لنا وكنا له } . قال: حدثنا أبو عيسى الختلي قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال: حدثنا أبو معاوية عن عبد الملك بن أبجر عن ثوير بن أبي فاختة عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر في ملكه ألف سنة، يرى أقصاها كما يرى أدناها، وينظر في خدمه وأزواجه وسرره، وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر في وجه الله كل يوم مرتين } . قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا هدبة قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: وحدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا ابن مهدي قال: حدثنا حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: { من يدخل الجنة ينعم؛ لا يبأس، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه؛ في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر } . قال: أخبرنا محمد بن يحيى المروزي قال: حدثنا عاصم و علي قالا: حدثنا همام عن أبي عمران الجوني قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { الخيمة درة مجوفة، طولها في السماء ستون ميلا، في كل زاوية منها أهل لا يراهم الآخرون } . قال: حدثنا الفضل بن العباس بن مهران قال: حدثنا القواريري قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إن أول زمرة يدخلون الجنة من أمتي وجوههم على صورة القمر ليلة البدر، والثانية على أشد ضوء نجم في السماء، أمشاطهم الذهب ومجامرهم الألوة، لا يتغوطون ولا يبولون ولا يمتخطون ولا يتعللون، صورتهم على صورة آدم خمسين ذراعا } . قال: حدثنا الفضل قال: حدثنا القواريري قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش عن ثمامة بن عقبة المحرمي قال: سمعت زيد بن أرقم -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إن الرجل من أهل الجنة يعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والشهوة والجماع } . قال: حدثنا إسحاق بن أحمد الفارسي قال: حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن شقيق قال: حدثنا عمار بن عبد الجبار قال: حدثنا الحسن بن خليفة عن الحسن قال: سألت أبا هريرة -رضي الله عنه- وعمران بن حصين عن قوله: { وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ } فقالا: على الخبير سقطت، سألنا عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : { قصر في الجنة من لؤلؤة، في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء، في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء، في كل بيت سبعون سريرا، على كل سرير سبعون فراشا، على كل فراش امرأة من الحور العين، في كل بيت سبعون مائدة، على كل مائدة سبعون لونا، في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة، فيعطي الله عز وجل المؤمن من القوة ما يأتي عليهن في غداة واحدة } . قال: حدثنا محمد بن أحمد بن هارون بسر من رأى قال: حدثنا العباس بن عبد الله الباكسائي قال: حدثنا سعيد بن عبد الله بن دينار الدمشقي قال: حدثنا الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إذا استقر أهل الجنة في الجنة اشتاق الإخوان إلى الإخوان، فيسير سرير ذلك إلى سرير ذا حتى يلتقيان، فيتحدثان ما كان في الدنيا، فيقول: يا أخي، تذكر حيث كنا في موضع كذا، فدعونا الله غفر لنا } . قال: أخبرنا أبو يعلى و أبو القاسم البغوي قال: حدثنا أبو موسى الهروي إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثنا مطرف و عبد الملك بن أبجر و مجالد بن سعيد سمعوا الشعبي قال: سمعت المغيرة بن شعبة على المنبر يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: { إن موسى عليه السلام سأل ربه تعالى فقال:أي رب أي أهل الجنة أدنى منزلة؟ فقال: رجل يجيء بعدما دخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: ادخل، فيقول: كيف أدخل وقد نزلوا منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال: أترضى أن يكون لك مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: يا رب رضيت، فيقال: لك هذا ومثله معه أربع، أرضيت؟ فيقول: رضيت فيقال: فإن لك مع هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك، فقال موسى عليه السلام: يا رب أي أهل الجنة أرفع منزلة؟ فيقول: إياها أردت وسأحدثك عنهم: غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها، فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ومصداق ذلك في كتاب الله: { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } } . قال: حدثنا ابن الطهراني قال: حدثنا علي بن المنذر قال: حدثنا ابن الفضيل قال: حدثنا الأعمش عن رجل عن كعب -رحمه الله تعالى- قال: { إن أدنى أهل الجنة منزلة يوم القيامة ليؤتى بغدائه في سبعين ألف صحفة، في كل صحفة لون ليس كالآخر، يجد لآخره لذة كما يجد لأوله، ليس فيها رذل } . هكذا فإن هذه الأحاديث؛ منها ما هو صحيح ومنها ما فيه مقال، ولكن يجمعها أنها أحاديث وردت في الترغيب، وفي فضائل الأعمال التي إذا عملت كان لها ثواب وأجر عند الله تعالى، وقد كان السلف - رحمهم الله - يشددون في الأحاديث إذا كانت في الحلال والحرام، وأما إذا كانت في الترغيب والترهيب, وفي فضائل الأعمال فإنهم يروونها ويتساهلون في روايتها، وكثيرا ما يحيلون القارئ على الأسانيد التي رووها بها، ومع ذلك فإن الكثير من هذه الأحاديث يوجد له أصل في الصحيح, أو في الكتب المعتمدة التي اعتمدها أهلها، وصارت مرجعا للمسلمين في زمان المؤلفين لها وفيما بعدهم. |