العظة والعبرة من ذكر القصص في القرآن

............................................................................... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. نعرف أن عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات ترشد المؤمن العاقل إلى الإيمان الصحيح اليقيني؛ وذلك أن الله تعالى نصبها لعباده كدلالات على كمال قدرته وعلى تمام تصرفه، ودلالة للعباد على أنه وحده هو ربهم، وهو خالقهم والمتصرف فيهم فمن تأمل فيها وتعقل اعتبر وعرف وأيقن، وأما من انحرف وانصرف فكره إلى أموره الدنية فإنه لا يعتبر ولا يتذكر ولا يتفكر. نجد في القرآن دائما قوله: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } أي لهم عقول يفهمون بها ويتفكرون بها في خلق الله تعالى، وكذلك قوله: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } يعني يكون فكرهم في هذه الموجودات صغيرها وكبيرها؛ ليدلهم هذا التفكير على اليقين بقدرة خالقهم، وأنه تعالى أهل أن يعبد، وأن يركع له ويسجد. ثم من ذلك أيضا ما قص الله تعالى على عباده في كتابه من قصص الأولين التي تدل على أنه سبحانه ما أهمل العباد مع كونه نصب لهم الآيات؛ ليتفكروا وليتعقلوا ومع ذلك قد لا يهتدون بعقولهم إذا كانت ناقصة وقاصرة، فأرسل إليهم الرسل وأنزل عليهم الكتب، وأمر كل رسول أن يكون بشيرا ونذيرا لأمته، وأخبر تعالى بأولئك الرسل أو ببعضهم وماذا كانت عاقبتهم ونهاية قصتهم.