............................................................................... وأما الكذب فإنه الإخبار عن الأشياء بخلاف ما هي عليه, فإن الإنسان عليه أن يخبر عن الأمر بالحقيقة الواقعية، ولا يغير ذلك فإذا غيره اعتبر كاذبا؛ الحقائق هي الوقائع. الكذب لا شك أنه حرام، قد وصف الله تعالى به المنافقين في قوله تعالى: { وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } وفي قوله: { وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } وأخبر بأنهم يستحقون اللعن { فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } والواجب أن يتحرى الإنسان الصدق يقول في الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم- { إن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا } يقول: { عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة } وأخبر بأن الصدق طمأنينة والكذب ريبة. وأخبر بأن الصدق سبب للبركات، سبب لكثرة الخيرات والبركات في قوله: { فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محيت بركة بيعهما } وذلك في المبايعة يحدث الكثير من الكذب في المبايعة، فإذا أتيت إليه تساومه سلعة ذكر أنه اشتراها بمائة وهو كاذب، أو أنه باع مثلها بمائة وهو كاذب، فيكون ذلك من صفات المنافقين الكذب. وهكذا إذا خدع أخاه وأخبره بأن هذا الأمر فيه مصلحة ومنفعة، وأن تركه فيه مضرة وهو كاذب، أراد بذلك أن يضر إخوته؛ لا شك أن هذا أيضا من المحرم، الواجب عليه أن ينصح لإخوته يقول -صلى الله عليه وسلم- { المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره } أي لا يحدثه بكذب؛ لوجود الأخوة بينه وبينه هذه خصلة الكذب. |