............................................................................... يعتقد أهل السنة بأن الله تعالى هو الأول, في حديث الدعاء قال -صلى الله عليه سلم- { أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء } الله هو الأول من غير بداية، وهو الآخر من غير نهاية، وهو الخالق وغيره مخلوقون، وهو الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون، وهو الذي لا يحصى عدد كلامه ولا عدد خلقه، قال الله تعالى: { وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } لو أن شجر الدنيا من أولها إلى آخرها صار أقلاما يكتب به، وأن البحار الموجودة ومعها مثلها سبع مرات، البحر معه مثله سبعة أبحر، فكتب بتلك الأقلام وبذلك البحر بذلك المداد لتكسرت الأقلام ولنفدت البحار قبل أن ينفد كلمات الله، وكيف تنفد وهي ليس لها بداية ولا نهاية، والمخلوقات لها بداية ولها نهاية، والبحار لها بداية ولها نهاية. فلذلك تبين أن ربنا سبحانه وتعالى هو الخالق وما سواه مخلوقون، وأنه أزلي قديم لم يسبق بعدم، ولم يحتج إلى من يوجده قبله، فهو القديم الذي هو الأول فهو الذي أوجد هذه المخلوقات التي يشاهدها الخلق، مع عظمها ومع عظم ما حولها. هذا هو الذي يجب أن يعتقده المسلم، ولا يجوز أن يخوض في ما قبل هذا الكون ولا في نهايته، نحن نعجز بأفكارنا أن نعرف نهاية هذه الأكوان، ونقول: ليس لها نهاية, ليس لهذا الكون نهاية؛ إذا مثلا فكرنا في السماوات العليا وما فوقها ماذا تنتهي له، وكذلك ما تحت الأرض إلى أي شيء تنتهي لا ندري ما نهايتها، وقد يقال: إنه ليس لها نهاية ليس لهذه الدنيا وليس لهذا الجو نهاية ينتهي إليه. |