............................................................................... والآيات كثيرة يأمر الله تعالى فيها بتقوى الله مثل قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } من تقوى الله تعالى الصدق، ولكنه عطفه على ذلك؛ لأنه خصلة من خصال أهل الإيمان { اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } وكذلك أمر الله المؤمنين بمثل قوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا } القول السديد هو أيضا من تقوى الله؛ لأن الإنسان الذي يتقي الله تعالى يسدد في قوله؛ فيتحرى الكلمات التي لا ضرر فيها، والتي لا محظور فيها فلا، يقول إلا قولا حسنا، إذا كان كذلك فإنه قد قال قولا سديدا. وكذلك يأمر الله بها عموم الناس مثل قوله في أول سورة النساء: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ } أمر الناس عموما { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ } ومثل قوله من سورة البقرة: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ } هذا خطاب للناس عموما { الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } يعني أن عبادتكم علامة على التقوى. وكذلك أيضا علامات التقوى هي العبادات كلها، ومن جملتها الصيام في قوله تعالى: { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } فجعل الصيام من أسباب التقوى، أو من العلامات؛ وذلك لأن الصائم يتوقى المحرمات والمعاصي ونحوها، ويتوقى أيضا غضب الله تعالى وسخطه وعقوبته. وكذلك أيضا أهل التقوى؛ لا شك أنهم أهل الفخر وأهل الرفعة؛ ولذلك فضلهم الله على غيرهم، فقال تعالى: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- سأله أناس فقالوا: من أكرم الناس؟ فقال: { أكرمهم عند الله أتقاهم } يعني موافقة لما في الآية فيقال: الكرم التقوى، الكرم الحقيقي هو تقوى الله تعالى يعني أفضلهم وأقربهم إلى ثواب الله تعالى. وللتقوى أيضا فوائد من جملتها: أن الله تعالى يحمي المتقين من الوقوع في المحذورات والمحرمات ونحوها، ويعلمه علما جما كما في قول الله تعالى: { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ } أي أنكم إذا اتقيتم الله تعالى فتح عليكم. |