............................................................................... فذكر أن المنادى خمسة أنواع: الاسم العلم، والنكرة المقصودة، والنكرة غير المقصودة، والمضاف، والمشبه بالمضاف. فأما الاسم العلم والنكرة المقصودة فيبنيان على الضم من غير تنوين؛ نحو: "يا زيدُ ويا رجلُ". والثلاثة الباقية منصوبة لا غير. يعني أن هذا هو إعراب هذه الأقسام وهذه الأنواع من المنادى. ذكرنا أن الله تعالى نادى بعض عباده بحرف " يا "؛ كما سمعنا. فقوله: { يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا } إبراهيم ؛ اسم علم؛ يعني اسم مخصص به علم معين معروف؛ فلذلك صار مضموما من غير تنوين؛ حتى ولو كان منصرفا. وقد يكون أيضا مع حرف يا يسمى منادى ولو حذفت منه يا؛ مثل قوله تعالى: { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا } التقدير يا يوسف ؛ فحذف حرف النداء، وبقي المنادى على ما كان عليه مبنيا على الضم. ولا ينون حتى ولو كان منصرفا. مثال المنصرف قوله تعالى: { يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ } يعني نادى الله تعالى نوحا فقال: { يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ } أنت ومن معك، نوح منصرف؛ { يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ } كما في قوله تعالى: { إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا } وفي قوله تعالى: { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ } فهو منصرف يعني منون، وتدخل عليه الحركات، ويجر يعني يدخله حرف الجر. في قوله تعالى: { وَقَوْمَ نُوحٍ } ؛ يعني مجرور؛ وفي هذه الآية أنه ما نون { يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ } فهذا اسم علم منون، ومع ذلك ما نون لما نودي. حذف منه التنوين وبقي مضموما مبنيا على الضم. هذا إذا كان تاما فإنه يبقى على الضم من غير تنوين؛ فتقول: يا زيدُ يا سعدُ؛ مثل قول بعضهم: يا سعدُ سعدَ اليعملات. وما أشبه ذلك، فالحاصل أنه مبني على الضم ولا ينون، هذا الاسم العلم. |