ولكن ورث أيضا عقيدته ضال آخر يقال له الجهم بن صفوان وأظهر هذه العقيدة ونشرها، وتلقاها أيضا بعض من الجهلة، وخيل إليهم ذلك الضال أنهم إذا أثبتوا لله هذه الصفات فإنهم يجعلونه كالمخلوق، يصورون لهم أن صفات الخالق إذا اتصف بها فإنها تكون شبيهة بصفات المخلوق، فعند ذلك أظهر بأن الله تعالى ليس له سمع ولا بصر ولا يتكلم ولا يعلم ولا يقدر ولا يجيء لفصل القضاء ولا يحب ولا يكره إلى غير ذلك؛ فأنكروا عليه سلف الأمة وضللوه وبدعوه؛ حيث إن هذه الصفات موجودة أدلتها في كتاب ربهم وفي أحاديث نبيهم -عليه الصلاة والسلام- فكان لا بد من إثباتها، ومن نفاها فقد تنقص الرب سبحانه وتعالى، ومن نفاها فقد أنكر ما أخبر الله به، واعترض على الله، واعترض على نبيه، واعترض على المؤمنين. |