بعد شيخ الإسلام لم يكن هناك من يتجرأ على إظهار هذه العقيدة السليمة إلى أن ظهر أئمة الدعوة محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه فهم الذين جددوا معتقد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات فظهرت -والحمد لله- في هذه الجزيرة هذه العقيدة، وأما عقيدة الأشعري والكلابي والمعتزلي فإنها متمكنة في كثير من الدول التي تنتمي إلى الإسلام، وفي كثير من الجامعات التي تدرس تلك العقيدة، وينكرون على من أنكر عليهم ويبدعون من انتحل معتقد أهل السنة، ولا يزالون يكتبون ولا يزالون يؤلفون في مصر وفي الشام وفي المغرب وفي عمان وفي الإمارات وفي الكويت وما أشبهها لا يزالون يكتبون بما يعتقدونه ويردون علينا وعلى ما نقول به، فينكرون على أهل السنة إثبات أن الله تعالى يراه العباد يوم القيامة، وأنه يراه أهل الجنة ويقولون هذا لا حقيقة له ويؤلفون ردودا ومحاضرات وأشرطة في الإنكار علينا، لا شك أنهم ضالون مضلون لأنهم على ما كان عليه أسلافهم من تلك العقيدة الزائغة فلا يلتفت إلى معتقداتهم. يرجع أهل السنة -والحمد لله- إلى عقيدتهم التي كان عليها السلف الصالح فهي عقيدة أهل السنة والجماعة التي كتب فيها العلماء، وهي طريقة الفرقة الناجية التي مدحها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: { لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله -عز وجل- } وأخبر بأن أمته ستتفرق فرقا بقوله: { وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة } هكذا أخبر، سئل من هم الواحدة؟ قال: { من كان على مثل ما أنا عليه اليوم أنا وأصحابي } . |