وأما الأشاعرة فقالوا: نعترف بأن الله متكلم ولكن كلامه هو المعاني ليس هو الألفاظ، وجعلوا كلام الله معنى قائما بنفسه إن عبر بالعربية فهو قرآن؛ وإن عبر بالسريانية فهو إنجيل؛ وإن عبر بالعبرية فهو توراة؛ أو نحو ذلك وإلا فهو شيء واحد؛ ومن المعلوم أيضا أن هذا بعيد عن الواقع فإن التوراة قد ترجمت بالعربية ووجد المعاني التي فيها مخالفة لمعاني القرآن. وكذلك القرآن قد ترجم بالعبرية وبالسريانية ووجدت المعاني التي يحتوي عليها ليست هي المعاني التي في تلك الكتب؛ فدل على أن الله تعالى تكلم بهذا؛ وتكلم بهذا؛ فهو تكلم بالوحي؛ وتكلم بالقرآن؛ وتكلم بالتوراة وبالإنجيل وبغيرها من الكتب التي أنزلها؛ وكتب كلامه في اللوح المحفوظ وكلامه ليس له نهاية؛ فلذلك أثبت أهل العلم أن صفة الكلام لله تعالى صفة كمال. |