وقابلهم طائفة أخرى يسمون المجبرة أو الجبرية: وهم الذين يجعلون العباد مجبورين على أفعالهم، ليست لهم أية اختيار، وليس لهم أية قدرة، بل قدرتهم معدومة، ليس لهم أية مشيئة ولا قدرة، هؤلاء هم الجبرية. فيجعلون العبد ليس له أية حركة وليس له أية اختيار، ويشبهون حركته بحركة الشجرة التي تحركها الرياح، وهكذا ويشبهونه بحركة المرتعش، المرتعش: هو الذي تضطرب يداه، ولا يقدر على إمساكها، هؤلاء يزعمون أنهم ينفذون قدرة الله فيقولون: إذا كان الله على كل شيء قدير، وهو الذي يفعل ما يشاء، فهو الذي خلق المعصية في هذا العاصي، وخلق الذنوب في هذا المذنب، وخلق الكفر وخلق الكبائر في هذا العامل، فالعبد ليس له أية قدرة، مسلوب القدرة ومسلوب الإرادة، يستدلون بعموم الآيات التي فيها أن الله تعالى هو الذي يعطي هذا ويمنع هذا، كقوله { وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } { يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } هذا معتقدهم. |