وكأنهم أخذوا هذه الطرق أو أخذوا هذه الأصول من مذهب الخوارج، ويعتبرون بقية الخوارج، إلا أنهم زادوا عليهم بالتعطيل الذي هو إنكار الصفات. وخالفوهم في مسألة التكفير والقتال في الدنيا؛ فتكون هذه طريقة؛ طريقة الخوارج التكفير بالذنوب مجرد ذنب يخرجونه به من الإيمان، ويستحلون دمه وماله. وطريقة المعتزلة إخراج العصاة من الإيمان، وعدم إدخالهم في الكفر يعني في الدنيا. واتفق الخوارج والمعتزلة على تخليد العصاة في النار وفي الدار الآخرة. وطريقة المرجئة الذين يغلبون جانب الرجاء، ويخرجون الأعمال من مسمى الإيمان، ويسهلون في أمر المعاصي، ويقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل؛ هذا قياسهم، يقولون: كما أن المشركين لا ينفعهم صدقة ولا صلة ولا صلاة ولا صوم ولا ذكر؛ أحبطوا أعمالهم كلها بالشرك، فكذلك الإيمان إذا صح الإيمان فإنه يخرق المعاصي، ولا تضر معه فسهلوا أمر المعاصي. |