ولا شك أن الإيمان بها له نتائج وله آثار؛ فالذين يؤمنون بالله تعالى يعبدونه ويخافونه؛ والذين يؤمنون بالبعث بعد الموت واليوم الآخر والحساب والجزاء يستعدون له ويتأهبون لذلك اليوم؛ وذلك لأن فيه عذابا لمن أهمل وعصى، وثوابا لمن أطاع واتقى. فإذا رأيت الذي وقع في المعاصي وأكثر من المحرمات وفرط في الطاعات ونصحته، وقلت له: ألست تؤمن بالبعث بعد الموت، ألست تؤمن بأن من اتقى الله تعالى فله الجنة، ومن عصاه فله النار. فإذا قال: بلى، فقل: أين آثار ذلك الذي يعمل للدار الآخرة؟ يرى عليه أثر هذا العمل الذي يؤمن بالبعث وبالجزاء، يستعد لذلك الجزاء يستعد للقاء الله، يستعد للدار الآخرة، يستعد للجنة فيطلبها ويعمل لها يخاف من النار، يقول بعض السلف: عجبت للجنة كيف ينام طالبها، وعجبت للنار كيف ينام هاربها. الذي يؤمن بالجنة كيف يهنيه المنام، وكيف يهنيه المقام، كيف لا يبذل جهده، كيف لا يبذل وسعه في العمل، يعرف أن الجنة تحتاج إلى عمل يكون به من أهلها، وأن النجاة من النار تحتاج أيضا إلى عمل، يحرص على أن يعمل العمل الذي يؤهله للجنة وينجيه من النار؛ فأما المفرط والمهمل فإنه حري أن يحرم من الثواب. |