ذكر بعد ذلك الصراط الصراط حق تجوزه الأبرار ويزل عنه الفجار وفسر بأنه دحض مذلة يعني الصراط، وأن الناس يمرون عليه على قدر أعمالهم. في بعض الروايات: أن صعوده مسيرة ألف عام، والمسير عليه مسيرة ألف، و.. مسيرة ألف، ولكن يمر عليه بعض الناس مرا سريعا؛ بعض الروايات منهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجاويد الخيل والركاب، ومنهم من يعدو عدوا، ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم يزحف زحفا. وعلى جنبتي الصراط كلاليب مثل شوك السعدان تخطف من أمرت بخطفه؛ ذكر في بعض الروايات أنه أدق من الشعرة وأحد من السيف، ومعنى أنه يمشون عليه بالأعمال. ولا شك أن هذا على ما روي يؤمن به المؤمنون كما يشاء أو كما يشاء الله تعالى؛ الصراط حق، وقيل: إنه منصوب على متن جهنم وإن العبور عليه هو الورود المذكور في قول الله تعالى: { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا } . فإذا دخل المؤمنون الجنة قالوا: قد وعدنا الله تعالى أنا نرد النار ونحن ما وردناها فيقال: إنكم مررتم عليها وهي خامدة. وفي بعض الآثار أنهم يمرون عليها وأنها تقول للمؤمن: جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي؛ أي تجاوز. |