من حق النبي على الأمة: وجوب محبته صلى الله عليه وسلم

كذلك أيضا من حقوقه على أمته محبته كمحبة الله؛ يعني أن نحبه من كل قلوبنا قال الله تعالى: { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } أي: إذا قدمتم محبة هذة الأمور الدنيوية أو قدمتم محبة أقاربكم على محبة الله ومحبة رسوله ومحبة الجهاد في سبيله فإنكم قد وقعتم في هذا الأمر العظيم، تربصوا انتظروا ما يحل بكم: { حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } . أكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: { لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين } . أي: يقدم محبة الله ومحبة نبيه على محبة كل شيء، ومعلوم أن المحبة لها آثار، آثارها: التقديم لأقواله على قول كل أحد، وتقبل كل ما جاء به وعدم رد شيء من سنته أو سيرته؛ فكل ذلك من آثار محبته، وبذلك الذين يقولون: إنهم يحبونه، ولكن مع ذلك لا يعملون بسيرته دعواهم باطلة؛ إذا قال أحدهم: أنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم قلنا: أين علامة المحبة؟ حب الله تعالى وحب نبيه يستلزم الطاعة ويستلزم التقبل؟ من ادعى محبة الله أو محبة نبيه ولم يوافقه فدعواه باطلة.