كذلك من حقوقه على أمته أيضا: الطاعة. وطاعته: هي امتثال أمره واجتناب نهيه؛ وهذه الطاعة تعتبر حقا من حقوق الله ورسوله، قرن الله تعالى طاعته بطاعة نبيه في مواضع كقوله تعالى: { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } بل جعل الله طاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم طاعة لله، فقال تعالى: { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } ؛ وذلك لأنه إنما يدعو إلى أمر الله، فإذا أطعته فقد أطعت الله وإذا عصيته فقد عصيت الله؛ أكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال: { كل الناس يدخل الجنة إلا من أبى. قالوا: ومن يأبى يا رسول؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى } . هكذا جاء هذا الحديث من أطاع الله يلزمه أن يطيع النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لأن محمدا صلى الله عليه وسلم يعتبر الواسطة بين الله وبين عباده؛ فطاعته تعتبر طاعة لله: { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى } يعني: لم يطع الرسول فقد تولى: { وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا } . وقوله: { من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى } ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام إنما يأمر بما هو نافع للأمة، ولذلك جعل الله اتباعه وطاعته سببا للنجاة وسببا للفلاح وسببا لدخول الجنة، وثبت أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: { كل الناس يدخل الجنة إلا من أبى } ؛ كأن الصحابة استغربوا هل أحد يأبى دخول الجنة؟ فلما فسر لهم عرفوا أن من اتبعه فإنه قد أطاعه، ومن لم يتبعه فإنه قد أبى قد أبى أن يأتي بالأسباب التي تكون سببا لدخول الجنة. |